المواضيع الأخيرة
أحدث الصور
شعر جاهلي مميز
صفحة 1 من اصل 1 • {شارك}
شعر جاهلي مميز
شعر جاهلي ، اجمل شعر في الجاهليىة
عَذلُ العَواذِلِ المتنبي
عَذلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ
وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ
يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّهُ
وَيَصُدُّ حينَ يَلُمنَ عَن بُرَحائِهِ
وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي
أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ
إِن كانَ قَد مَلَكَ القُلوبَ فَإِنَّهُ
مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ
الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن
قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ
أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ
مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ
مَضَتِ الدُهورُ وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ
وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نُظَرائِهِ
***
اوس بن حجر
طُلْسُ العِشَاءِ إذا ما جَنّ لَيلُهُمُ
طُلْسُ العِشَاءِ إذا ما جَنّ لَيلُهُمُ
بالمندياتِ إلى جاراتهِمْ دُلُفُ
والفارسيّة ُ فيهِمْ غيرُ منكرة ٍ
فَكُلّهُمْ لأبِيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُ
نيكوا فكيهة َ وامشوا حول قبّتها
مشيَ الزَّرافة ِ في آباطها الخجفُ
لولا بنو مالكٍ والإلُّ مرقبة ٌ
ومالكٌ فيهِمُ الآلاءُ والشّرفُ
أم دَلّكمْ بعضُ مَن يرْتاد مَشتَمَتي
بِأيِّ أكْلَة ِ لَحمٍ تُؤْكَلُ الكَتِفُ
***
إذا ناقَة ٌ شُدّتْ بِرَحْلٍ وَنُمْرُقٍ
إلى حكم بعدي فضلّ صلالُها
كَأنّ بِهِ إذْ جِئْته خَيْبَرِيّة ً
يَعُودُ عَلَيْهِ وِرْدُهَا وَمُلالها
كأنّي حلوتُ الشِّعرَ حينَ مدحتُهُ
صفا صخرة ٍ صمَّاءَ يبسٍ بلالُها
ألا تقبلُ المعروفَ منّا تعاورَت
مَنولَة ُ أسْيافاً عَلَيْكَ ظِلالُها
هممتَ بخيرٍ ثم قصّرتَ دونهُ
كما ناءَتِ الرَّجزاءَ شُدَّ عقالُها
منعتْ قليلاً نفعُهُ وحرمتني
قليلاً فهبها بيعة ً لا تقالُها
تلقّيتني يومَ النُّجيرِ بمنطقٍ
تَرَوَّحُ أرْطى سُعْدَ منْهُ وَضالُها
***
نُبئتُ أنَّ دماً حراماً نلتَهُ
فَهُريقَ في ثَوْبٍ عَلَيْكَ مُحَبَّرِ
نُبئتُ أنَّ بني سُحيمٍ أدخلوا
أبياتَهُمُ تامورض نفسِ المنذرِ
فلَبِئسَ ما كَسَبَ ابنُ عمرٍو رَهطَهُ
شمرٌ وكانَ بمسمعِ وبمنظرِ
زَعَمَ ابْنُ سُلْمِيٍّ مُرَارَة ُ أنّهُ
مولى السَّواقطِ دون آلِ المنذرِ
مَنَعَ اليَمامَة َ حَزْنَها وَسُهُولَهَا
منْ كلِّ ذي تاجٍ كريمِ المفخرِ
إنْ كان ظَنّي في ابنِ هِندٍ صادقاً
لمْ يحقنوها في السِّقاءِ الأوفرِ
حَتّى يَلُفَّ نَخيلَهمْ وزُروعَهمْ
لهبٌ كناصية ِ الحصان الأشقرِ
***
ألم تُكسَفِ الشمسُ وَالبدْرُ وَالْـ
ـكَوَاكِبُ للْجَبَلِ الْوَاجِبِ
لفقدِ فضالَة َ لا تستوي الــ
ـفُقودُ ولا خلّة ُ الذّاهبِ
ألَهْفاً على حُسْنِ أخْلاقِهِ
عَلى الجَابِرِ العَظْمِ وَالحارِبِ
عَلى الأرْوَعِ السَّقْبِ لَوْ أنّهُ
يقومُ عَلى ذِرْوَة ِ الصّاقِبِ
لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى
كَمَتْنِ النبيّ منَ الكَاثِبِ
ورقبتهِ حتَماتِ الملُو
كِ بينَ السُّرادقِ والحاجبِ
ويكفي المقالة َ أهلَ الرّجا
لِ غَيْرَ مَعِيبٍ ولا عَائِبِ
ويحبو الخليلَ بخيرِ الحبا
ءِ غَيْرَ مُكِبٍّ وَلا قَاطِبِ
برأس النّجيبة ِ والعبدِ والــ
ـوليدَة ِ كالجُؤذُرِ الكاعبِ
وبالأُدْمِ تُحْدَى عليها الرِّحا
لُ وبالشّولِ في الفلقِ العاشبِ
فمنْ يكُ ذا نائلٍ يسعَ منْ
فضالة َ في أثرٍ لاحبِ
نجيحٌ مليحٌ أخو مأقطٍ
نِقابٌ يُحَدِّثُ بالْغائِبِ
فأبرحتْ في كلّ خيرٍ فما
يُعَاشِرُ سَعْيَكَ مِنْ طالِبِ
***
صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ
وَفَاتَتْكَ بِالرَّهْنِ المُرَامِقِ زَينَبُ
وغيرَها عنْ وصلها الشيبُ إنهُ
شَفيعٌ إلى بِيضِ الخُدورِ مُدَرّبُ
فَلَمّا أتى حِزّانَ عَرْدَة َ دُونَهَا
ومِنْ ظَلَمٍ دون الظَّهيرَة ِ مَنْكِبُ
تَضَمّنَها وارْتَدّتِ العَيْنُ دونَهَا
طريقُ الجواءِ المستنيرُ فمذهبُ
وصبّحنَا عارٌ طويلٌ بناؤهُ
نسبُّ بهِ ما لاحَ في الأفقِ كوكبُ
فلمْ أرَ يوماً كانَ أكثرَ باكياً
ووجهاً تُرى فيهِ الكآبة ُ تجنبُ
أصَابُوا البَرُوكَ وابنَ حابِس عَنْوَة ٌ
فَظَلّ لَهُمْ بالْقاعِ يوْمٌ عَصَبصَبُ
وإنّ أبَا الصّهْبَاءِ في حَوْمة ِ الوَغَى
إذا ازورّت الأبطالُ ليثٌ محرّبُ
ومثلَ ابنِ غنمِ إنْ ذحولٌ تذكرتْ
وقَتْلى تَياسٍ عَنْ صَلاحٍ تُعَرِّبُ
وَقَتْلى بِجَنْب القُرْنَتَيْنِ كَأنّهَا
نسورٌ سقاهَا بالدّماءِ مقشّبُ
حلفتُ بربِّ الدّامياتِ نحورُها
وما ضمّ أجمادُ اللُّبينِ وكبكبُ
أقُولُ بِما صَبّتْ عَليّ غَمامتي
وجهدي في حبلِ العشيرة ِ أحطبُ
أقولُ فأمّا المنكراتِ فأتّقِي
وأمّا الشّذا عنّي المُلِمَّ فَأشْذِبُ
بَكيْتم على الصُّلحِ الدُّماجِ ومنكمُ
بِذي الرِّمْثِ من وادي تَبالة َ مِقْنَبُ
فَأحْلَلْتُمُ الشَّرْبَ الذي كان آمِناً
محلاً وخيماً عُوذُهُ لا تحلّبُ
إذا مَا عُلوا قالوا أبونَا وأُمُّنَا
وليس لهم عالينَ أمّ ولا أبُ
فتحدرُكُمْ عبسٌ إلينَا وعامرٌ
وترفعُنا بكرٌ إليكم وتغلبُ
***
يا راكِباً إمّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
يَزيدَ بنَ عبْدِ الله ما أنا قَائلُ
بِآية ِ أنّي لَمْ أخُنْكَ وَأنّهُ
سوَى الحقّ مهما ينطِق الناس باطلُ
فقوْمُكَ لا تجهَلْ عليْهمْ وَلا تكنْ
لَهُمْ هَرِشاً تَغْتابُهُمْ وتُقاتِلُ
وَما ينهَضُ البازي بِغيرِ جَنَاحِهِ
ولا يحملُ الماشينَ إلاّ الحواملُ
وَلا سَابِقٌ إلاّ بِساقٍ سَلِيمة ٍ
ولا باطشٌ ما لمْ تُعنْهُ الأناملُ
إذا أنتْ لم تُعرِض عن الجهلِ والخنا
أصبتَ حليماً أو أصابكَ جاهلُ
***
صَحَا قَلْبُهُ عن سُكْرِهِ فَتَأمَّلا
وكانَ بذكرَى أمِّ عمرٍو موكَّلا
وكانَ لهُ الحَينُ المُتاحُ حمولة ً
وكلُّ امرىء ٍ رهنٌ بما قد تحمّلا
ألا أَعْتِبُ ابْنَ العَمِّ إن كانَ ظالماً
وأغْفِرُ عنهُ الجهلَ إن كان أجْهَلا
وإنْ قال لي ماذا ترَى يَسْتشيرُني
يجِدْني ابنَ عمٍّ مِخلَطَ الأمرِ مِزْيَلا
أُقيمُ بِدارِ الحَزْمِ مَا دامَ حَزْمُها
وأحرِ إذا حالَتْ بأنْ أتحوَّلا
وَأسْتَبْدِلُ الأمْرَ القَوِيَّ بِغَيْرِهِ
إذا عَقْدُ مأفونِ الرِّجالِ تَحَلَّلا
وإنّي امْرُؤٌ أعْدَدْتُ للحرْبِ بَعدما
رأيتُ لها ناباً من الشرِّ أعصَلا
أصَمَّ رُدَيْنِيّاً كَأنّ كُعوبَهُ
نوَى القسبِ عرّاصاً مزجّاً منصَّلا
عَلَيْهِ كمِصْباحِ العَزيزِ يَشُبّهُ
لِفِصْحٍ وَيَحشوه الذبالَ المُفَتَّلا
وَأمْلَسَ صُولِيّاً كَنِهْيِ قَرَارَة ٍ
أحسّ بقاعٍ نفحَ ريحٍ فأجفلا
كأنّ قرُونَ الشمسِ عند ارْتفاعِهَا
وَقدْ صَادَفَتْ طَلْقاً منَ النَّجم أعزَلا
تَرَدّدَ فِيه ضَوْؤهَا وَشُعَاعُهَا
فأحسنْ وأزينْ بامرىء ٍ أن تسربلا
وَأبْيَضَ هِنْدِيّاً كَأنّ غِرَارَهُ
تَلألُؤُ بَرْقٍ في حَبِيٍّ تكلّلا
إذا سُلّ منْ جفنٍ تأكّلَ أثرُهُ
على مثلِ مصحلة ِ اللُّجين تأكُّلا
كأنَّ مدبَّ النّملِ يتبعُ الرُّبى
ومدرجَ ذرٍّ خافَ برداً فأسهلا
ومبضوعة ً منْ رأسِ فرعٍ شظيّة ً
بطودٍ تراهُ بالسَّحابِ مجلَّلا
على ظَهْرِ صَفْوَانٍ كأنّ مُتُونَهُ
عُلِلْنَ بِدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزلا
يُطيفُ بها راعٍ يُجَشِّمُ نَفْسَهُ
لِيُكلِىء َ فِيهَا طرْفَهُ مُتَأملا
فلاقَى امرأً من مَيْدَعانَ وَأسمحتْ
قرونتُه باليأسِ منها فعجَّلا
فقالَ لهُ هلْ تذكرنَّ مخبِّراً
يَدُلّ على غُنْمٍ وَيُقصِرُ مُعْمِلا
عَلى خَيْرِ ما أبصرْتَها منْ بِضَاعَة ٍ
لِمُلْتَمِسٍ بَيْعاً بِهَا أوْ تَبَكُّلا
فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامخِ الرّأس لم تكن
لتبلغَهُ حتّى تكلَّ وتعملا
فأبصرَ ألهاباً منَ الطودِ دونَها
ترَى بينَ رَأسَيْ كلِّ نِيقَيْن مَهبِلا
فأشرطَ فيهَا نفسَهُ وهوَ معصمٌ
وَألْقَى بِأسْبابٍ لَهُ وَتَوَكّلا
وَقَدْ أكَلَتْ أظفارَهُ الصّخْرُ كلما
تعايا عليهِ طولُ مرقَى توصَّلا
فما زالَ حتّى نالَها وهوَ معصمٌ
عَلى مَوْطِنٍ لَوْ زَلّ عَنْهُ تَفَصَّلا
فأقبلَ لا يرجو التي صعدَت بهِ
ولا نفسَهُ إلا رجاءً مؤمَّلا
فلمّا نجا من ذلك الكربِ لمْ يزَلْ
يُمَظِّعُها مَاءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا
فَأنْحى عَلَيْها ذاتَ حَدٍّ دَعَا لهَا
رَفيقاً بِأخْذٍ بالمَداوِسِ صَيْقَلا
على فَخِذَيْهِ من بُرَاية ِ عُودِهَا
شبيهُ سفى البُهمى إذا ما تفتَّلا
فجرّدَها صَفْرَاءَ لا الطّولُ عابَها
ولا قصرٌ أزرَى بها فتعطّلا
كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مَلئِها
ولا عَجْسُها عن موضعِ الكفِّ أفضَلا
إذا مَا تَعاطَوْهَا سمِعْتَ لِصَوْتِها
إذا أنبضُوا عنْهَا نئيماً وأزمَلا
وإن شدّ فيها النَّزعُ أدبرَ سهمُها
إلى مُنتهى ً منْ عجسِها ثمّ أقبَلا
فَلَمّا قَضَى مِمّا يُريدُ قَضَاءَهُ
وَصَلّبَها حِرْصاً عَلَيْهَا فَأطْوَلا
وَحَشْوَ جَفِيرٍ من فُرُوعٍ غَرائبٍ
تنطَّعَ فيها صانعٌ وتنبَّلا
تخيِّرْنَ أنضاءً وركّبنَ أنْصُلاً
كجمرِ الغضَا في يومِ ريحٍ تزيَّلا
فلمّا قضَى في الصُّنعِ منهنّ فهْمَهُ
فلمْ يبقَ إلاّ أن تُسنّ وتُصقَلا
كساهُنّ من ريشٍ يمانٍ ظواهراً
سُخاماً لُؤاماً لَيّنَ المسِّ أطْحَلا
يخُرْنَ إذا أُنفزِنَ في سقاطِ الندى
وإنْ كان يوْماً ذا أهاضِيبَ مُخْضِلا
خُوَارَ المَطافِيلِ المُلمَّعَة ِ الشَّوَى
وأطلائها صادفْنَِ عرنانَ مبقِلا
فذاكَ عَتادي في الحروب إذا التظتْ
وَأرْدَفَ بأسٌ مِن حُرُوبٍ وأعْجلا
وذلكَ منْ جمعي وباللهِ نلتُهُ
وإنْ تلقَني الأعداء لا ألقَ أعزلا
وَقوْمي خِيارٌ مِنْ أُسَيّدَ شِجْعَة ٌ
كرامٌ إذا ما الموتُ خبّ وهرُولا
ترَى النَّاشىء َ المجهولَ منّا كسيّدٍ
تبحبحَ في أعراضهِ وتأثّلا
وقد علموا أنْ من يُردْ ذاك منهمُ
مِن الأمرِ يرْكَبْ من عِنانيَ مِسحَلا
فإنّي رَأيْتُ النّاسَ إلاّ أقلَّهُمْ
خِفافَ العُهودِ يُكثِرُونَ التنقّلا
بَني أُمِّ ذي المالِ الكثيرِ يَرَوْنَهُ
وإن كان عبداً سيّدَ الأمرِ جحفَلا
وهُمْ لمقلّ المالِ أولادُ علّة ٍ
وإنْ كان محْضاً في العُمومة ِ مُخْوَلا
وَلَيْسَ أخوكَ الدائمُ العَهْدِ بالذي
يذمُّك إنْ ولّى ويُرضيكَ مقبلا
وَلكنه النّائي ما دمتَ آمِناً
وصاحبُك الأدنى إذا الأمرُ أعضَلا
***
هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ
أم بيتُ دومَة َ بعد الإِلفِ مهجورُ
أمْ هلْ كبيرٌ بكَى لم يقضِ عبرتهُ
إثرَ الأحبّة ِ يومَ البينِ معذورُ
لكنء بفرتاجِ فالخلصاءِ أنتَ بهِا
فَحَنْبَلٍ فَلِوَى سَرّاءَ مَسْرُورُ
وبِالأُنَيْعِمِ يوْماً قدْ تَحِلّ بِهِ
لَدى خَزَازَ ومِنْها منْظَرٌ كِيرُ
قدْ قلتُ للرّكبِ لولا أنّهم عجلوا
عُوجوا عليّ فحيّوا الحيَّ أو سيروا
قَلّتْ لحاجَة ِ نفْسٍ ليْلة ٌ عرَضَتْ
ثم اقصِدوا بعدها في السيرِ أو جوروا
غُرٌّ غَرَائرُ أبْكارٌ نَشَأنَ مَعاً
حسنُ الخلائقِ عمّا يُتّقى نورُ
لبسنَ رَيطاً وديباجاً وأكسية ٍ
شَتّى بِها اللّوْنُ إلا أنّها فُورُ
ليس الحديثُ بِنُهْبى يَنْتَهِبْنَ وَلا
سِرٌّ يُحَدّثْنَهُ في الحيّ مَنْشُورُ
وقدْ تُلافي بيَ الحاجاتِ ناجية ٌ
وَجْنَاءُ لاحِقَة ُ الرّجْلَيْنِ عيْسورُ
تُساقِطُ المَشْيَ أفْنَاناً إذا غَضِبَتْ
إذا ألحّتْ عَلى رُكْبانِهَا الكُورُ
حرفٌ أخَوهَا أبوها منْ مهجّنة ٍ
وعمُّها خالها وجناءُ مئشيرُ
وَقد ثوَتْ نِصْفَ حوْلٍ أشهُراً جُدُداً
يسفي علَى رحلِها بالحيرة ِ المورُ
وَقَارَفَتْ وَهْيَ لم تَجْرَبْ وَباعَ لها
منَ الفصافصِ بالنُّمِّيِّ سفسيرُ
أبقى التهجُّرُ منها بعدَ كدنتِها
مِنَ المَحَالة ِ ما يَشْغى بهِ الكُورُ
تُلقي الجرانَ وتقلو لي إذا بركَتْ
كما تيسَّرَ للنّفرِ المهَا النّورُ
كَأنَّ هِرّاً جَنِيباً تحْتَ غُرْضَتِها
واصْطَكّ ديكٌ برِجْلَيْها وخِنزيرُ
كأنَّها ذو وشومٍ بينَ مأفقة ٍ
والقُطْقُطانَة ِ والبُرْعومِ مَذْعورُ
أحسّ ركزَ قنيصٍ من بني أسدٍ
فانصاعَ منثوياً والخطوُ مقصورُ
يسعى بغضفٍ كأمثال الحصَى زمِعاً
كأنّ أحناكَها السُّفلى مآشيرُ
حَتّى أُشِبّ لهُنّ الثّوْرُ من كَثَبٍ
فَأرْسَلوهُنّ لم يدْرُوا بِما ثِيرُوا
وَلّى مُجِدّاً وَأزْمَعْنَ اللَّحاقَ بهِ
كأنهنَّ بجنبيهِ الزّنابيرُ
حتّى إذا قلتُ نالتهُ أوائلُهَا
ولوْ يشاءُ لنجّتهُ المثابيرُ
كرَّ عليها ولمْ يفشلْ يهارشُهَا
كأنَّه بتواليهنّ مسرورُ
فشكّها بذليقٍ حدُّهُ سلبٌ
كَأنّهُ حينَ يَعْلوهُنَّ مَوْتورُ
ثمّ استمرَّ يباري ظلَّهُ جذلاً
كأنَّهُ مرزبانٌ فازَ محبورُ
يالَ تميمٍ وَذُو قارٍ لَهُ حَدَبٌ
منَ الرّبيعِ وفي شعبانَ مسجورُ
قدْ حَلأتْ نَاقَتي بُرْدٌ وَرَاكِبَها
عَنْ ماءِ بَصْوَة َ يومَاً وهْوَ مَجْهورُ
فما تناءَى بهَا المعروفُ إذ نفرَتْ
حتى تضمّنها الأفدانُ والدّورُ
قومٌ لئامٌ وفي أعناقهمْ عُنُفٌ
وسعيُهُمْ دونّ سعي الناسِ مبهورُ
وَيْلُ امِّهمْ مَعْشَراً جُمّاً بيوتُهمُ
كَأنّ أعْيُنَهُمْ من بُغْضِهمْ عورُ
نَكّبْتُها ماءهم لمّا رَأيْتهُمُ
ضهبَ السِّبالِ بأيديهمْ بيازيرُ
مخلَّفونَ ويقضي الناسُ أمرهُمُ
غُسُّ الأمانَة ِ صُنْبورٌ فَصُنبورُ
لَوْلا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ
لنالَهُمْ جحفلٌ تشقى به العُورُ
لَوْلا الهُمامُ لقد خفّتْ نَعَامَتُهُمْ
وَقالَ راكِبُهُمْ في عُصْبة ٍ سيروا
يعلُونَ بالقلعِ البصريِّ هامهُمُ
ويُخرجُ الفسوَ منْ تحت الدَّقاريرُ
تَنَاهَقُونَ إذا اخْضَرّتْ نِعالُكُمُ
وفي الحَفِيظَة ِ أبْرامٌ مَضَاجير
أجلتْ مرمَّأة ُ الأخبارِ إذ ولدَتْ
عنْ يومِ سوءٍ لعبد القيسِ مذكورُ
إنّ الرّحيلَ إلى قَوْمٍ وإن بَعُدُوا
أمْسَوا ومن دونِهم ثَهلانُ فَالنّيرُ
تُلْقَى الأوزُّونَ في أكنافِ دارَتِها
تَمْشي وبينَ يَديْها التِّبنُ مَنْثُورُ
***
حَلَّتْ تُمَاضِرُ بَعْدَنَا رَبَبا
فالغمرَ فالمرّينِ فالشُّعبَا
حَلّتْ شَآمِيَة ً وَحَلَّ قَساً
أهْلي فَكَانَ طِلابُهَا نَصَبَا
لحقَتْ بأرضِ المنكرينَ ولمْ
تمكنْ لحاجة ِ عاشقٍ طلبَا
شَبّهْتُ آياتٍ بَقِينَ لَهَا
في الأوَّلِينَ زَخارِفاً قُشُبَا
تَمْشي بِهَا رُبْدُ النّعامِ كمَا
تَمْشي إمَاءٌ سُرْبِلَتْ جُبَبَا
ولَقَدْ أرُوغُ على الخلِيلِ إذا
خانَ الخلِيلُ الوَصْلَ أوْ كذَبا
بِجُلالَة ٍ سَرْحِ النَّجاءِ إذا
آلُ الجفاجفِ حولَها اضطربَا
وَكَسَتْ لَوَامِعُهُ جَوَانِبَهَا
قُصصاً وكانَ لأكمِها سببَا
خلَطَتْ إذا ما السّيرُ جَدّ بها
مَعْ لِينِها بِمِرَاحِها غَضَبَا
وكأنَّ أقتادي رميتُ بهَا
بَعْدَ الكَلالِ مُلَمّعاً شَبَبَا
منْ وحشِ أنبطَ باتَ منكرساً
حَرِجاً يُعالِجُ مُظلِماً صَخِباَ
لَهَقاً كأنّ سَرَاتَهُ كُسِيَتْ
خرزاً نقَا لمْ يعدُ أنْ قشُبَا
حتى أتيحَ لهُ أخُو قنصٍ
شهمٌ يُطرّ ضوارياً كشُبَا
يُنْحي الدّماءَ عَلى تَرَائِبِهَا
والقدَّ معقوداً ومنقضِبَا
فذأونَهُ شرفاً وكُنّ لهُ
حَتّى تُفَاضِلَ بَيْنَهَا جَلَبَا
حتى إذا الكلابُ قالَ لهَا
كاليومِ مطلوباً ولا طلبَا
ذكر القِتالَ لها فراجعَها
عن نفسِه ونفوسَها ندبَا
فنَحا بشرّتِهِ لسابقِها
حتى إذا ما روقُهُ اختضبَا
كرهَتْ ضواريهَا اللّحاقَ بِه
متباعداً منْها ومقتربَا
وانقَضّ كَالدِّرِّيء يَتْبَعُهُ
نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالُهُ طُنُبَا
يخفَى وأحياناً يلوحُ كمَا
رفعَ المنيرُ بكفهِ لهبَا
أبَني لُبَيْنى لمْ أجِدْ أحَداً
في النّاسِ ألأمَ مِنكُمُ حَسَبَا
وأحقَّ أنْ يرمى بداهية ٍ
إنَّ الدّواهي تطلُعُ الحدبَا
وإذا تُسوئلَ عنْ محاتدكُمْ
لمْ تُوجدوا رأساً ولا ذنبَا
***
عَدَدتَ رِجالاَ من قُعَين تَفَجُّساً
فما ابْنُ لُبَيْنى والتفجّسُ والفَخرُ
شَأتكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وَسَمِينُهَا
وأنْتَ السّهُ السفْلى إذا دُعيتْ نصْرُ
وَعَيّرْتَنَا تَمرَ العِرَاقِ وبُرَّهُ
وَزَادُكَ أيْرُ الكلبِ شَوّطَهُ الجَمْرُ
مَعازيلُ حَلاّلونَ بالغَيْبِ وَحدَهم
بعمياءَ حتى يُسألوا الغدَ ما الأمرُ
فَلَوْ كُنْتُمْ من اللّيالي لَكُنْتُمُ
كَلَيْلَة ِ سِرٍّ لا هِلالٌ ولا بَدْرٌ
فدعها وسلِّ الهمَّ عنكَ بجسرة ٍ
عليها من الحَوْلِ الذي قد مضى كَتْرُ
***
شعر ابو طالب
أرِقْتَ وقد تصوَّبتِ النجومُ
وبتَّ وما تُسالمُكَ الهُمومُ
لظلمِ عَشيرة ٍ ظَلموا وعَقُّوا
وغِبُّ عقوقِهم كلأٌ وخِيمُ
همو اَنْتَهكوا المحارمَ من أخيهِمْ
وليسَ لهُمْ بغيرِ أخٍ حَريمُ
إلى الرحمنِ والكرمِ استَذَمُّوا
وكلُّ فَعالِهم دَنِسٌ ذَميمُ
بَنو تَيمٍ تُؤازرُهاهُصَيصٌ
ومخزومٌ لها منّا قَسيمُ
فلا تَنْهى غُواة َ بني هُصَيصٍ
بَنو تَيمٍ وكلُّهمو عَديمُ
ومخزومٌ أقلُّ القَومِ حِلْماً
إذا طاشَتْ من الورَهِ الحُلومُ
أطاعوا ابنَ المُغيرة ِ وابن حرْبٍ
كلا الرَّجُلينِ مُتَّهِمٌ مُليمُ
وقالوا خُطَّة ً جَوْراً وحُمْقاً
وبعضُ القَولِ أبلجُ مُستَقيم
لَنُخْرِجُ هاشماً فيصيرُ منها
بلاقعَ بَطنُ زمزَمَ والحَطيمُ
فمهلاً قَومَنا لا تَرْكبونا
بِمَظْلَمة ٍ لها أمرٌ عَظيمُ
فيندَمَ بعضُكُم ويذلَّ بعضٌ
وليسَ بمُفْلحٍ أبداً ظَلومُ
فلا والرَّاقصاتِ بكلِّ خَرْقٍ
إلى مَعْمورِ مكَّة َ لا نَريمُ
طَوالَ الدَّهرِ حتَّى تقتلونا
ونَقْتُلَكُمْ وتلتقيَ الخصوم
ويُصرعَ حولَهُ منَّا رجالٌ
وتَمنعَهُ الخُؤولة ُ والعُمومُ
ويَعْلمَ معشَرٌ ظَلموا وعَقُّوا
بأنهموهُمُ الخدُّ اللَّطيمُ
أرادوا قتلَ أحمدَ ظالموهُ
***
وإنَّ امرأً أبو عُتيبة َ عَمُّهُ
لَفِي رَوضَة ٍ ما إنْ يُسامُ المَظَالما
أقولُ له، وأينَ منهُ نَصيحَتي:
أبا معتبٍ ثَبِّتْ سَوادَكَ قائما
فلا تَقْبَلنَّ الدَّهرَ ما عِشْتَ خُطَّة ً
تُسَبُّ بها إمَّا هَبَطْتَ المَواسِما
ووَلِّ سَبيلَ العجزِ غَيْركَ مِنْهُمو
فإنك لم تُخْلَقْ على العجز لازما
وحارِبْ فإنَّ الحربَ نِصْفٌ، ولن ترى
أَخا الحرب يُعطي الخَسْفَ حتَّى يُسالِما
وكيفَ ولم يَجْنوا عليكَ عَظيمة ً
ولم يَخْذُلوكَ غانماً أو مُغارِما؟
جَزَى الله عنَّا عبدَ شمسٍ ونَوْفلاً
وتَيْماً ومَخْزوماً عُقوقاً ومَأثَما
بتَفريقِهم مِن بَعْدِ وُدٍّ وأُلفَة ٍ
جَماعَتَنا كَيْما يَنَالوا المَحارِما
كذبْتُم وبيتِ اللهِ نُبْزَى محمداً
ولمَّا تَروا يَوماً لدى الشِّعبِ قائما
***
ألا أَبْلغا عنِّي لؤيًّا رسالة ً
بحقٍّ ، وما تُغْني رسالة ُ مُرسِلِ
بني عمِّنا الأدْنَينَ تَيماً نَخُصُّهم
وإخوانَنا من عبدِ شمسٍ ونَوْفلِ
أَظاهَرْتُموا قَوماً علينا أظِنَّة ً
وأمْرَ غَويٍّ مِن غُواة ٍ وَجُهَّلِ؟
يقولون: إنّا إنْ قَتَلنا محمَّداً
أَقَرَّتْ نَواصي هاشمٍ بالتَّذلُّلِ
كذَبْتُم وبيتِ اللهِ يُثلمُ رُكنُهُ
ومكَّة َ والإشعارِ في كلِّ مَعمَلِ
وبالحجِّ أو بالنِّيبِ تَدمى نحورُها
بمدماهُ والرُّكنِ العتيقِ المقبَّلِ
تَنالونَه أو تَعطفوا دونَ نَيلِه
صَوارِمُ تَفْري كلَّ عَظمٍ ومِفصلِ
وتَدعوا بأرحامٍ وأنتُم ظَلَمتموا
مصاليتَ في يومٍ أغرَّ مُحجَّلِ
فَمهلاً ولمَّا تَنْتَجِ الحربُ بِكرَها
يبينُ تِمامٌ أو تأخُّرُ مُعجَلِ
فإنّا مَتى ما نَمْرِها بسيوفنا
نُجَالحْ فنَعرُكْ مَن نَشاءُ بكلْكَلِ
وتَلْقَوْا ربيعَ الأبَطحينِ محمَّدا
على رَبْوة ٍ في رأسِ عَيْطاءَ عَيْطَلِ
وتأوي إليهِ هاشمٌ إنَّ هاشماً
عَرانينُ كعْبٍ آخراً بعدَ أوَّلِ
فإنْ كُنْتُمو تَرْجُونَ قتلَ محمَّدٍ
فَرُوموا بما جَمَّعتُمُ نَقْل يَذْبُلِ
فإنَّا سَنَحْميهِ بكلِّ طمرَّة ٍ
وذي مَيْعة ٍ نَهْدِ المَراكلِ هَيكلِ
وكُلِّ رُدَينيٍّ ظِماءٍ كُعوبُهُ
وعَضْبٍ كإيماض الغَمامة ِ مِقصَلِ
وكُلِّ جَرورِ الذَّيلِ زَغْفٍ مُفاضة ٍ
دِلاصِ كَهَزْهازِ الغَديرِ المُسَلْسَلِ
بأيمانِ شُمٍّ مِن ذوائبِ هاشمٍ
مَغاويلُ بالأخطار في كلِّ مَحْفلِ
هُمو سادة ُ الساداتِ في كلِّ مَوطنٍ
وخِيرة ُ ربِّ الناسِ في كُلِّ مُعضلِ
***
حتَّى مَتى نحنُ على فَتْرة ٍ
يا هاشمٌ والقومُ في جَحفَلِ
يَدْعونَ بالخَيلِ لَدى رَقْبة ٍ
منّا لدَى الخَوفِ وفي مَعزِلِ
كالرّجلة ِ السَّوداءِ تَغلو بها
سَرَعانُها في سَبْسَبٍ مَجْهَلِ
عليهِمُ التَّرْكُ على رَعْلة ٍ
مثلَ القطا القاربِ للمَنْهلِ
يا قَومُ ذُودوا عن جَماهيرِكُم
بكلِّ مِقصالٍ على مُسْبِلِ
حَديدِ خَمْسٍ لَهْزٌ حدُّهُ
مآرثُ الأفضَلِ للأفضلِ
عريضِ سِتٍّ لَهَبٌ حُضرُهُ
يُصانُ بالتَّذْليقِ في مِجْدَلِ
فكَمْ شَهِدتُ الحربَ في فِتية ٍ
عندَ الوغى في عِثْيَرِ القَسْطلِ
لا مُتَنحِّينَ إذا جئتَهُمْ
وفي هِياجِ الحربِ كالأشْبُلِ
***
خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ
بِصَغْواءَ في حقٍّ ولا عندَ باطلِ
خليليَّ إنَّ الرأيَ ليسَ بِشِركة ٍ
ولا نَهْنَهٍ عندَ الأمورِ البَلابلِ
ولمّا رأيتُ القومَ لا وُدَّ عندَهُمْ
وقد قَطَعوا كلَّ العُرى والوَسائلِ
وقد صارحونا بالعداوة ِ والأذى
وقد طاوَعوا أمرَ العدوِّ المُزايلِ
وقد حالَفُوا قوما علينا أظِنَّة ً
يعضُّون غيظا خَلفَنا بالأناملِ
صَبرتُ لهُمْ نَفسي بسمراءَ سَمحة ٍ
وأبيضَ عَضْبٍ من تُراث المقاوِلِ
وأحْضَرتُ عندَ البيتِ رَهْطي وإخوتي
وأمسكتُ من أثوابهِ بالوَصائلِ
قياما معا مستقبلين رِتاجَهُ
لدَى حيثُ يَقضي نُسْكَهُ كلُّ نافلِ
وحيثُ يُنِيخُ الأشعرونَ ركابَهُم
بِمَفْضَى السُّيولِ من أسافٍ ونائلِ
مُوسَّمَة َ الأعضادِ أو قَصَراتِها
مُخيَّسة ً بين السَّديس وبازِلِ
تَرى الوَدْعَ فيها والرُّخامَ وزينة ً
بأعناقِها معقودة ً كالعثاكلِ
أعوذُ بربِّ النَّاسِ من كلِّ طاعِنٍ
عَلينا بسوءٍ أو مُلِحٍّ بباطلِ
ومِن كاشحٍ يَسْعى لنا بمعيبة ٍ
ومِن مُلحِقٍ في الدِّين ما لم نُحاولِ
وثَوْرٍ ومَن أرسى ثَبيراً مَكانَه
وعَيْرٍ ، وراقٍ في حِراءٍ ونازلِ
وبالبيتِ رُكنِ البيتِ من بطنِ مكَّة ٍ
وباللَّهِ إنَّ اللهَ ليس بغافلِ
وبالحَجَرِ المُسْودِّ إذ يَمْسَحونَهُ
إذا اكْتَنَفوهُ بالضُّحى والأصائلِ
ومَوطِىء إبراهيمَ في الصَخرِ رَطَبة َ
على قَدميهِ حافياً غيرَ ناعلِ
وأَشواطِ بَينَ المَرْوَتَينِ إلى الصَّفا
وما فيهما من صورة ٍ وتَماثِلِ
ومن حجَّ بيتَ اللَّهِ من كلِّ راكبٍ
ومِن كلِّ ذي نَذْرٍ ومِن كلِّ راجلِ
وبالمَشْعَرِ الأقصى إذا عَمدوا لهُ
إلالٍ إلى مَفْضَى الشِّراج القوابلِ
وتَوْقافِهم فوقَ الجبالِ عشيَّة ً
يُقيمون بالأيدي صُدورَ الرَّواحِلِ
وليلة ِ جَمعٍ والمنازلُ مِن مِنى ً
وما فَوقَها من حُرمة ٍ ومَنازلِ
وجَمعٍ إذا ما المَقْرُباتُ أجزْنَهُ
سِراعاً كما يَفْزَعْنَ مِن وقعِ وابِلِ
وبالجَمْرَة ِ الكُبرى إذا صَمدوا لها
يَؤمُّونَ قَذْفاً رأسَها بالجنادلِ
وكِنْدَة ُ إذْ هُم بالحِصابِ عَشِيَّة ً
تُجيزُ بهمْ حِجاجَ بكرِ بنِ وائلِ
حَليفانِ شَدَّا عِقْدَ ما اجْتَمعا لهُ
وردَّا عَليهِ عاطفاتِ الوسائلِ
وحَطْمُهمُ سُمْرَ الرِّماحِ معَ الظُّبا
وإنفاذُهُم ما يَتَّقي كلُّ نابلِ
ومَشئْيُهم حولَ البِسالِ وسَرْحُهُ
وشِبْرِقُهُ وَخْدَ النَّعامِ الجَوافلِ
فهل فوقَ هذا مِن مَعاذٍ لعائذٍ
وهَل من مُعيذٍ يَتَّقي اللَّهَ عادِلِ؟
يُطاعُ بنا الأعدا وودُّا لو أنَّنا
تُسَدُّ بنا أبوابُ تُركٍ وكابُلِ
كذَبْتُمْ وبيتِ اللَّهِ نَتْركَ مكَّة ً
ونظعَنَ إلاَّ أمرُكُم في بَلابلِ
كَذَبْتُم وبيتِ اللَّهِ نُبَزى محمدا
ولمّا نُطاعِنُ دونَهُ ونُناضِلِ
ونُسْلِمَه حتى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ
ونَذْهُلَ عن أبنائِنا والحَلائلِ
وينهضَ قَومٌ في الحديدِ إليكُمُ
نُهوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتِ الصَّلاصِل
وحتَّى يُرى ذو الضِّغْنِ يركبُ رَدْعَهُ
منَ الطَّعنِ فِعلَ الأنكَبِ المُتَحامِل
وإنِّي لعَمرُ اللَّهِ إنْ جَدَّ ما أرى
لَتَلْتَبِسَنْ أَسيافُنا بالأماثلِ
بكفِّ امرئٍ مثلِ الشِّهابِ سَمَيْدَع
أخي ثِقَة ٍ حامي الحقيقة ِ باسلِ
شُهورا وأيّاما وحَولاً مُجرَّما
عَلينا وتأتي حِجَّة ٌ بعدَ قابلِ
وما تَرْكُ قَومٍ ، لاأبالك ، سَيِّدا
يَحوطُ الذِّمارَ غَيرَ ذَرْب مُواكلِ؟
وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجههِ
ثِمالُ اليتامى عِصْمة ٌ للأراملِ
يلوذُ به الهُلاّكُ من آلِ هاشمٍ
فهُم عندَهُ في نِعمة ٍ وفَواضلِ
لعَمري لقد أجرى أُسَيْدٌ ورهطُهُ
إلى بُعضِنا وجزَّآنا لآكلِ
جزَتْ رحِمٌ عنَّا أُسَيداً وخالداً
جزاءَ مُسيءٍ لا يُؤخَّرُ عاجِلِ
وعثمانُ لم يَرْبَعْ عَلينا وقُنْفُذٌ
ولكنْ أطاعا أمرَ تلك القبائلِ
أطاعا أُبيّا وابنَ عبدِ يَغوثِهم
ولم يَرْقُبا فينا مقالَة َ قائلِ
كما قَد لَقِينا من سُبَيعٍ ونَوفَلٍ
وكلُّ تَوَلَّى مُعرضاً لم يُجاملِ
فإن يُلْقَيا أو يُمكنَ اللهُ منهما
نَكِلْ لهُما صاعاً بكَيْلِ المُكايلِ
وذاكَ أبو عمرٍو أبى غيرَ بُغضِنا
لِيَظْعَننا في أهلِ شاءٍ وجاملِ
يُناجَى بنا في كلِّ مَمْسى ً ومُصْبِحٍ
فناجِ أبا عَمْرٍو بنا ثمَّ خاتِلِ
ويُقْسِمُنا باللهِ ما أن يَغُشَّنا
بلى قد نراهُ جَهرة ً غيرَ حائلِ
أضاقَ عليهِ بُغْضَنا كلَّ تَلْعة ٍ
منَ الأرض بينَ أخشُبٍ فمَجادلِ
وسائلْ أبا الوليدِ: ماذا حَبَوْتَنا
بسَعْيِكَ فينا مُعْرِضا كالمُخاتِلِ؟
وكنتَ امرأً ممَّنْ يُعاشُ برأيهِ
ورحمتُه فينا ولستَ بجاهلِ
أَعُتْبة ُ، لا تَسمعْ بنا قولَ كاشِحٍ
حَسودٍ كذوبٍ مُبغِضٍ ذي دَغاوُلِ
وقد خِفْتُ إنْ لم تَزْجُرَنْهُمْ وتَرْعَووا
تُلاقي ونَلْقَى منك إحْدَى البَلابلِ
ومَرَّ أبو سُفيانَ عنِّيَ مُعْرضا
كما مَرَّ قَيْلٌ مِن عِظامِ المَقاوِلِ
يَفرُّ إلى نَجدٍ وبَرْدِ مياههِ
ويَزْعمُ أنِّي لستُ عنكُم بغافلِ
وأَعلمُ أنْ لا غافلٌ عن مَساءَة ٍ
كفاك العدوُّ عندَ حقٍّ وباطلِ
فميلوا عَلينا كُّلكُمْ؛ إنَّ مَيْلَكُمْ
سَواءٌ علينا والرياحُ بهاطلِ
يخبِّرُنا فِعلَ المُناصِح أنَّهُ
شَفيقٌ ويُخفي عارماتِ الدَّواخلِ
أمُطعِمُ لم أخذُلْكَ في يومِ نجدة ٍ
ولا عندَ تلك المُعْظماتِ الجِلائلِ
ولا يومِ خَصمٍ إذْ أتَوْكَ ألدَّة ٍ
أُولي جَدَلٍ من الخُصومِ المُساجِلِ
أمطعمٌ إنَّ القومَ ساموك خَطَّة ً
وإنَّي متى أُوكَلْ فلستُ بوائلِ
جَزى اللهُ عنّا عبدَ شَمسٍ ونَوفلاً
عُقوبة َ شَرٍّ عاجلاً غيرَ آجِلِ
بميزانِ قِسْطٍ لا يَغيضُ شَعيرة ً
له شاهدٌ مِن نفسهِ حقُّ عادلِ
لقد سَفَهتْ أحلامُ قَومٍ تبدَّلوا
بَني خَلَفٍ قَيضا بنا والغَياطلِ
ونحنُ الصَّميمُ مِن ذُؤابة ِ هاشمٍ
وآلِ قُصَيٍّ في الخُطوبِ الأوائلِ
وكانَ لنا حوضُ السِّقاية ِ فيهمِ
ونحنُ الذُّرى منُهمْ وفوقَ الكواهلِ
فما أدركوا ذَخْلاً ولا سَفكوا دَماً
ولا حَالفوا إلاَّ شِرارَ القبائلِ
بَني أمَّة ٍ مجنونة ٍ هِنْدَكيَّة ٍ
بَني جُمَحٍ عُبَيدَ قَيسِ بنِ عاقلِ
وسهمٌ ومخزومٌ تَمالَوا وألَّبُوا
عَلينا العِدا من كلِّ طِمْلٍ وخاملِ
وشائظُ كانت في لؤيِّ بنِ غالبٍ
نفاهُمْ إلينا كلُّ صَقْر حُلاحِل
ورَهْطُ نُفَيلٍ شرُّ مَن وَطىء َ الحصى
وأَلأَمُ حافٍ من معدٍّ وناعلِ
أعبدَ منافٍ أنْتُمو خيرُ قَومِكُمْ
فلا تُشْرِكوا في أمرِكم كلَّ واغلِ
فقد خِفتُ إنْ لم يُصْلحِ اللهُ أمْرَكُمْ
تكونوا كما كانَتْ أحاديثُ وائلِ
لَعَمري لقَدْ أُوْهِنْتُمو وعَجزتُموْ
وجِئتُمْ بأمرٍ مُخطىء ٍ للمَفاصلِ
وكُنْتُمْ قَديماً حَطْبَ قِدْرٍ فأنتمو
أَلانَ حِطابُ أقدُرٍ ومَراجِلِ
لِيهْنئْ بَني عبدِ منافٍ عُقوقُها
وخَذْلانُها، وتَرْكُنا في المعاقلِ
فإنْ يكُ قَومٌ سرَّهُمْ ما صَنَعْتُمو
ستحتلبوها لاقحاً غيرَ باهلِ
فبلِّغْ قُصَيّا أنْ سَيُنْشَرُ أمرُنا
وبَشِّرْ قُصيًّا بعدَنا بالتَّخاذُلِ
ولو طَرقتْ ليلاً قُصيّاً عَظيمة ٌ
إذا ما لجأنا دونَهُم في المداخلِ
ولو صُدقوا ضَرباً خلالَ بُيوتِهم
لكنَّا أُسى ً عندَ النَّساءِ المَطافلِ
فإنْ تكُ كعبٌ من لؤيٍّ تجمَّعتْ
فلا بُدَّ يوما مرَّة ً مِنْ تَزايُلِ
وإنْ تَكُ كعبٌ من كعوبٍ كثيرة ٍ
فلا بدَّ يوما أنَّها في مَجاهِلِ
وكلُّ صديقٍ وابنُ أختٍ نَعُدُّهُ
وجدْنا لعَمري غِبَّهُ غيرَ طائلِ
سِوى أنَّ رَهْطاً مِن كلابِ بنِ مُرَّة ٍ
بَراءٌ إلينا من معقَّة ِ خاذلِ
بَني أسَدٍ لا تُطرِفُنَّ على القَذى
إذا لم يقلْ بالحقِّ مِقْوَلُ قائلِ
فنعْمَ ابنُ أختِ القَومِ غيرَ مُكذَّبٍ
زُهيرٌ حُساما مُفردا مِن حَمائلِ
أَشَمُّ منَ الشُّمِّ البهاليلِ يَنْتَمي
إلى حَسبٍ في حَوْمة ِ المَجْدِ فاضلِ
لعَمري لقد كَلِفْتُ وَجْدا بأحمدٍ
وإخوتهِ دأبَ المحبِّ المُواصِلِ
أقيمُ على نصرِ النبيِّ محمدٍ
أقاتلُ عنهُ بالقَنا والقنابلِ
فلا زالَ في الدُّنيا جَمالاً لأهلِها
وزَينا لم ولاَّهُ رَبُّ المشاكِلِ
فمَنْ مثلُهُ في النَّاسِ أيُّ مؤمَّلٍ
إذا قاسَه الحكَّامُ عندَ التَّفاضُلِ
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غيرُ طائشٍ
يُوالي إلها ليسَ عنهُ بغافلِ
فأيَّدَه ربُّ العبّادِ بنصرهِ
وأظهرَ دَينا حقُّه غيرُ ناصلِ
فو اللهِ لولا أن أَجيءَ بسُبَّة ٍ
تَجُرُّ على أشياخنا في المَحافلِ
لكنَّا اتَّبعْناهُ على كلِّ حالة ٍ
منَ الدَّهرِ جِدا غيرَ قَولِ التَّهازُلِ
لقد عَلموا أنَّ ابْنَنا لا مُكذَّبٌ
لَدَيهم ولا يُعْنى َ بقَوْلِ الأباطلِ
رجالٌ كِرامٌ غيرُ مِيلٍ نَماهُمو
إلى الغُرِّ آباءٌ كرامُ المَخاصلِ
دَفَعناهُمو حتَّى تَبدَّدَ جَمعُهُمْ
وحسَّرَ عنّا كلُّ باغٍ وجاهلِ
شَبابٌ منَ المُطَيَّبين وهاشمٍ
كبيضِ السُّيوفِ بينَ أيدي الصَّياقلِ
بِضَربٍ تَرى الفتيانَ فيهِ كأنَّهُم
ضَواري أسودٍ فوقَ لحمٍ خَرادلِ
ولكنَّنا نسلٌ كرامٌ لسادة ٍ
بهم نَعْتلي الأقوامَ عندَ التَّطاوُلِ
سَيَعْلمُ أهلُ الضِّغْنِ أيِّي وأيُّهُمْ
يفوزُ ويعلو في ليالٍ قلائلِ
وأيُّهُمو منِّي ومنْهُم بسيفهِ
يُلاقي إذا ما حانَ وقتُ التَّنازُلِ
ومَنْ ذا يمَلُّ الحربَ مني ومِنْهمو
ويحمدُ في الاڑفاقِ مِن قَولِ قائلِ؟
فأصبحَ فينا أحمدٌ في أُرومة ٍ
تُقصِّرُ عنها سَورة ُ المُتَطاوِلِ
كأنَّي به فوقَ الجيادِ يقودُها
إلى معشرٍ زاغوا إلى كلِّ باطلِ
وجُدْتُ نفسي دونَهُ وحَمَيتُهُ
ودافَعْتُ عنه بالطُّلى والكلاكلِ
ولا شَكَّ أنَّ اللهَ رافعُ أمرِهِ
ومُعليهِ في الدُّنيا ويومَ التَّجادُلِ
***
من شعر امرؤ القيس
حي الحمولَ بجانب العزلِ
إذ لا يلائمُ شكلها شكلي
ماذا يشكّ عليك من ظغن
إلا صباكَ وقلة ُ العقلِ
مَنّيْتِنا بِغَدٍ، وَبَعْدَ غَدٍ،
حتى بخلت كأسوإ البخل
يا رُبَّ غانِيَة ٍ صَرَمْتُ حِبالَها
ومشيتُ متئداً على رسلي
لا أستقيدُ لمن دعا لصباً
قَسْراً، وَلا أُصْطادُ بِالخَتْلِ
وتنوفة ٍ حرداءَ مهلكة ٍ
جاورتها بنجائبٍ فتلِ
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها،
وَأبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلى رَحْلِ
مُتَوَسِّداً عَضْباً، مَضَارِبُهُ،
في متنهِ كمدبة ِ النمل
يُدْعى صَقِيلاً، وَهْوَ لَيْسَ لَهُ
عهدٌ بتمويه ولا صقل
عفتِ الديارُ فما بها أهلي
وَلَوتْ شَمُوسُ بَشاشَة َ البَذْلِ
نَظَرَتْ إلَيْكَ بَعَيْنِ جازِئَة ٍ،
حَوْرَاءَ، حانِيَة ٍ على طِفْلِ
فلها مقلدُها ومقتلها
ولها عليهِ سرواة ُ الفضل
أقْبَلْتُ مُقْتَصِداً، وَرَاجَعَني
حلمي وسدد للتقى فعلي
وَالله أنْجَحُ ما طَلَبْتُ بِهِ،
والبرّ خير حقيبة ِ الرحل
وَمِنَ الطّرِيقَة ِ جائِرٌ، وَهُدًى
قصدُ السبيل ومنه ذو دخل
إني لأصرمُ من يصارمني
وأجد وصلَ من ابتغى وصلي
وَأخِي إخاءٍ، ذِي مُحافَظَة ٍ،
سهل الخليقة ِ ماجدِ الأصل
حلوٍ إذا ما جئتُ قال ألا
في الرحبِ أنتَ ومنزل السهل
نازعتهُ كأس الصبوحِ ولم
أجهل مجدة َ عذرة الرجلِ
إني بحبلك واصلٌ حبلي
وَبِرِيش نَبْلِكَ رَائِشٌ نَبْلي
ما لَمْ أجِدْكَ على هُدَى أثَرٍ،
يَقْرُو مَقَصَّكَ قائِفٌ، قَبْلي
وَشَمائِلي ما قَدْ عَلِمْتَ، وَما
نَبَحَتْ كِلابُكَ طارِقاً مِثْلي
***
أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
فتقصر عنها خطوة َ وتبوصُ
وكم دونها من مهمة ومفازة ٍ
وكم أرضٍ جدب دونها ولصوص
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْماً بجَنْبِ عُنَيزَة ٍ
وَقَد حانَ مِنها رِحلَة ٌ فَقُلُوصُ
بأسود ملتف الغدائر واردٍ
وذي أشر تشوقه وتشوصُ
مَنَابِتُهُ مِثْلُ السُّدوسِ وَلَوْنُهُ
كشوكِ السيال فهو عذب يفيص
فهل تسلين الهم عنك شملة ٌ
مُدَاخِلَة ً صُمُّ العِظَامِ أَصُوصُ
تَظَاهَرَ فِيهَا النِّيُّ لا هيَ بَكْرَة ٌ
وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الزِّمامِ قَمُوصُ
أووب نعوبٌ لا يواكل نهزُها
إذا قيلَ سيرُ المدجلينَ نصيصُ
كأني ورحلي والقراب ونمرقي
إذا شبّ للمرو الصغار وبيصُ
عَلى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ وَلِعِرْسِهِ
بمُنعَرَجِ الوَعساءِ بَيضٌ رَصِيصُ
إذا رَاحَ لِلأُدْحيّ أوْباً يَفُنُّهَا
تُحَاذِرُ منْ إدْرَاكِهِ وَتَحيصُ
أذَلِكَ أمْ جَوْنٌ يُطَارِدُ آتُناً
حَمَلنَ فأرْبى حَملِهِنّ دُرُوصُ
طوَاهُ اضْطِمارُ الشَّدّ فالبَطنُ شازِبٌ
معالى إلى المتنين فهو خميص
بحاجبه كدح من الضرب جالب
وحاركهُ من الكدامِ حصيصُ
كَأنّ سَرَاتَهُ وَجُدّة َ ظَهْرِهِ
كنائنُ يرجي بينهنَ دليصُ
ويأكلن من قوّ لعاعاً وربة
تجبر بعد الأكل فهو نميص
تُطِيرُ عِفَاءً مِنْ نَسِيلٍ كَأنّهُ
سُدُوسٌ أطَارَتهُ الرّيَاحُ وَخُوصُ
تَصَيّفَهَا حَتى إذا لمْ يَسُغْ لهَا
حَليُّ بأعْلى حَائِلٍ وَقَصيصُ
تغالبن في الجزء لولا هواجرٌ
جَنَادِبُهَا صَرْعَى لهُنّ قَصِيصُ
أرن عليها قارباً وانتحت له
طُوالَة ُ أرْساغِ اليَدَيْنِ نَحوصُ
فأوردها من آخر الليل مشرباً
بلائق خضرا ماؤهنّ قليص
فَيَشْرَبْن أنفاساً، وَهُنَّ خَوَائِفٌ،
وَتَرْعَدُ مِنْهُنَّ الكُلى والفَريصُ
فأصْدَرَها تَعْلو النِّجادَ، عَشِيَّة ً،
أقَبُّ، كَمِقْلاءِ الوليدِ، شَخِيصُ
فجحش على أدبارهن مخلف
وَجَحْشٌ، لَدى مَكَرِّهِنَّ، وَقيصُ
وَأصْدَرَها بادي النّواجِذِ، قارِحٌ،
اقب كسكر الأندريّ محيص
***
سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر
وحلتْ سليمي بطن قو فعرعرا
كِنَانِيّة ٌ بَانَتْ وَفي الصَّدرِ وُدُّهَا
وَرِيحَ سَناً في حُقّة حِمْيَرِيّة ٍ
بعَيْنيَّ ظَعْنُ الحَيّ لمّا تَحَمّلُوا
لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرَا
فشَبّهتُهُم في الآل لمّا تَكَمّشُوا
حدائق دوم أو سفيناً مقيرا
أوِ المُكْرَاعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ
دوينَ الصفا اللائي يلينَ المشقرا
سوامقَ جبار أثيثٍ فروعه
وعالين قنواناً من البسر أحمرا
حمتهُ بنوا الربداء من آل يامن
بأسيافهم حتى أقر وأوقرا
وأرضى بني الربداءِ واعتمَّ زهوهُ
وأكمامُهُ حتى إذا ما تهصرا
أطَافَتْ بهِ جَيْلانُ عِنْدَ قِطَاعِهِ
تَرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَحَيّرَا
كأن دمى شغف على ظهر مرمر
كسا مزبد الساجوم وشياً مصورا
غَرَائِرُ في كِنٍّ وَصَوْنٍ وَنِعْمَة ٍ
يحلينَ يا قوتاً وشذراً مفقرا
وريح سناً في حقه حميرية
تُخَصّ بمَفرُوكٍ منَ المِسكِ أذْفَرَا
وباناً وألوياً من الهند داكياً
وَرَنْداً وَلُبْنى وَالكِبَاءَ المُقَتَّرَا
غلقن برهن من حبيب به ادعت
سليمى فأمسى حبلها قد تبترا
وَكانَ لهَا في سَالِفِ الدّهرِ خُلّة ٌ
يُسَارِقُ بالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا
إذا نَالَ مِنْها نَظَرَة ً رِيعَ قَلْبُهُ
كما ذرعت كأس الصبوح المخمر
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ قَذَفاته
تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا
أأسماءُ أمسى ودُها قد تغيرا
سَنُبدِلُ إنْ أبدَلتِ بالوُدِّ آخَرَا
تَذَكّرْتُ أهْلي الصّالحينَ وَقد أتَتْ
على خملى خوصُ الركابِ وأوجرا
فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ في الآلِ دونها
نظرتَ فلم تنظر بعينيك منظرا
تقطع أسبابُ اللبانة ِ والهوى
عَشِيّة َ جَاوَزْنَا حَمَاة ً وَشَيْزَرَا
بسير يضجّ العودُ منه يمنه
أخوا لجهدِ لا يلوى على من تعذّرا
ولَم يُنْسِني ما قَدْ لَقِيتُ ظَعَائِناً
وخملا لها كالقرّ يوماً مخدراً
كأثل من الأعراض من دون بيشة
وَدونِ الغُمَيرِ عامِدَاتٍ لِغَضْوَرَا
فدَعْ ذا وَسَلِّ الهمِّ عنكَ بجَسْرَة ٍ
ذَمُولٍ إذا صَامَ النَّهارُ وَهَجّرَا
تُقَطَّعُ غِيطَاناً كَأنّ مُتُونَهَا
إذا أظهرت تُكسي ملاءً منشرا
بَعِيدَة ُ بَينَ المَنْكِبَينِ كَأنّمَا
ترى عند مجرى الظفر هراً مشجراً
تُطاير ظرَّانَ الحصى بمناسم
صِلابِ العُجى مَلثومُها غيرُ أمعَرَا
كأنّ الحَصَى مِنْ خَلفِهَا وَأمامِهَا
إذا نجَلَته رِحلُها حَذْفُ أعسَرَا
كَأنّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ تُشِذُّهُ
صليل زيوفٍ ينقدنَ بعبقرا
عليها فتى لم تحملِ الأرضُ مثله
أبر بميثاق وأوفى وأصيرا
هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ من جَوّ ناعِطٍ
بَني أسَدٍ حَزْناً من الأرضِ أوْعرَا
وَلوْ شاءَ كانَ الغزْوُ من أرض حِميَرٍ
ولكنه عمداً إلى الروم أنفرا
بَكى صَاحِبي لمّا رأى الدَّرْبَ دُونه
وأيقنَ أنا لاحقانِ بقصيرا
فَقُلتُ لَهُ: لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنّمَا
نحاوِلُ مُلْكاً أوْ نُموتَ فَنُعْذَرَا
وإني زعيمٌ إن رجعتُ مملكاً
بسيرٍ ترى منه الفرانقَ أزورا
على لاحبٍ لا يهتدي بمنارهِ
إذا سافه العودُ النباطي جرجرا
على كل مقصوص الذنابي معاوِد
بريد السرى بالليل من خيلِ بربرا
أقَبَّ كسِرْحان الغَضَا مُتَمَطِّرٍ
ترى الماءَ من أعطافهِ قد تحدرا
إذا زُعته من جانبيه كليهما
مشي الهيدبى في دفه ثم فرفرا
إذا قُلْتُ رَوِّحْنَا أرَنّ فُرَانِقٌ
على جعلدٍ واهي الاباجل أبترا
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها
وجَوّاً فَرَوَّى نَخْلَ قيْسِ بْن شَمَّرَا
نَشيمُ بُرُوقَ المُزْنِ أينَ مَصَابُهُ
ولا شيء يشفي منك يا ابنة َ عفزرا
من القاصراتِ الطرف لو دب محولٍ
وَلا مِثْلَ يَوْمٍ في قَذَارَانَ ظَلْتُهُ
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم
قريبٌ ولا البسباسة ُ ابنة يشكرا
أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا
بُكَاءً على عَمرٍو وَمَا كان أصْبَرَا
إذا نحن سرنا خمسَ عشرة ليلة
وراء الحساءِ من مدافع قيصرا
إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ
وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا
كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِباً
مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا
وَكُنّا أُناساً قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ
وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا
وما جبنت خيلي ولكن تذكرتْ
مرابطها في بربعيصَ وميسرا
ألا ربّ يوم صالح قد شهدتهُ
بتَاذِفَ ذاتِ التَّلِّ من فَوْق طَرْطرَا
ولا مثلَ يوم فق قُدار ان ظللتهُ
كأني وأصحابي على قرنِ أعفرا
ونشرُب حتى نحسب الخيل حولنا
نِقَاداً وَحتى نحسِبَ الجَونَ أشقَرَا
***
ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
وَحدِّثْ حديثَ الركبِ إن شئتَ وَاصْدقِ
وَحدِّثْ بأنْ زَالَتْ بلَيْلٍ حُمولُهمْ
كنَحلٍ من الأعرَاض غيرِ مُنَبِّقِ
جَعَلنَ حَوَايَا وَاقْتَعَدنَ قَعَائِداً
وخففنَ من حوك العراقِ المنمقِ
وَفَوْقَ الحَوَايَا غِزْلَة ٌ وَجَآذِرٌ
تضَمّخنَ من مِسكٍ ذكيّ وَزَنبَقِ
فأتبعهم طرفي وقد حال دونهم
غورابُ رملٍ ذي آلاءٍ وشبرق
على إثر حيّ عامدين لنية ٍ
فحلوا العقيق أو ثنية مطرِق
فعَزّيتُ نَفسي حِينَ بَانُوَا بجَسْرَة ٍ
أمونٍ كبنيان اليهودي خيفقِ
إذا زُجِرَتْ ألفَيْتُهَا مُشْمَعِلّة ً
تنيفُ بعذقٍ من غروس ابن معنق
تَرُوحُ إذا رَاحَتْ رَوَاحَ جَهَامَة ٍ
بإثْرِ جَهَامٍ رَائِحٍ مُتَفَرِّقِ
كَأنّ بهَا هِرّاً جَنِيباً تَجُرُّهُ
بكل طريق صادفته ومأزقِ
كأني ورحلي والقرابَ ونمرقي
على يرفئي ذي زوائدَ نقنق
تروح من أرضٍ لأرض نطية ٍ
لذِكرَة ِ قَيضٍ حوْلَ بَيضٍ مُفلَّقِ
يجول بآفاقِ البلاد مغرباً
وتسحقه ريح الصبا كل مسحقِ
وَبَيتٍ يَفُوحِ المِسْكُ في حَجَرَاتِهِ
بعيدٍ من الآفات غير مروق
دَخَلتُ على بَيضَاءَ جُمٍّ عِظَامُهَا
تعفي بذيل الدرع إذا جئتُ مودقي
وَقَد رَكَدَتْ وَسْطَ السماءِ نجومُهَا
ركودَ نوادي الربربِ المتورق
وَقد أغتدي قبلَ العُطاسِ بِهَيْكَلٍ
شديدِ مَشَكّ الجنبِ فعَمِ المُنَطِّقِ
بعثنا ربيئاً قبل ذاك محملاً
كذِئبِ الغَضَا يمشي الضَّراءَ وَيتّقي
فَظَلَّ كمِثلِ الخشْفِ يَرْفَعُ رَأسَهُ
وَسَائِرُهُ مِثلُ التُّرَابِ المُدَقِّقِ
وجاء خفيفاً يسفنُ الأرض ببطنه
ترى التربَ منه لاصقاً كل ملصقِ
وقال ألا هذا صوارٌ وعانة ٌ
وَخَيطُ نَعَامٍ يَرْتَعي مُتَفَرِّقِ
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نقد
إلى غُصْنِ بَانٍ نَاصِرٍ لم يُحرَّقِ
نُزَاوِلُهُ حَتى حَمَلْنَا غُلامَنَا
عَلى ظَهْرِ سَاطٍ كالصَّليفِ المُعَرَّقِ
كَأنّ غُلامي إذْ عَلا حَالَ مَتْنِهِ
عَلى ظَهْرِ بَازٍ في السّماءِ مُحَلِّقِ
رَأى أرْنَباً فانقَضّ يَهْوِي أمَامَهُ
إلَيْهَا وَجَلاّهَا بِطَرْفٍ مُلَقلَقِ
فقُلتُ لَهُ: صَوِّبْ وَلا تَجْهَدَنّهُ
فيذرك من أعلى القطاة ِ فتنزلق
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجِيدِ الغُلام ذِي القميصِ المُطوَّقِ
وَأدرَكَهُنّ ثَانِياً مِنْ عِنَانِهِ
كغيثِ العشيّ الأقهبِ المتودّق
فصاد لنا عيراً وثوراً وخاضباً
عِدَاءً وَلمْ يَنضَحْ بماءٍ فيعرَقِ
وَظَلّ غُلامي يُضْجِعُ الرُّمحَ حَوْله
لِكُلّ مَهَاة ٍ أوْ لأحْقَبَ سَهْوَقِ
وقام طوال الشخص إذا يخضبونه
قِيَامَ العَزِيزِ الفَارِسيِّ المُنَطَّقِ
فَقُلنَا: ألا قَد كانَ صَيْدٌ لِقَانِصٍ،
فخَبّوا عَلَينا كُلَّ ثَوْبٍ مُزَوَّقِ
وَظَلّ صِحَابي يَشْتَوُون بنَعْمَة ٍ
يصفون غاراً باللكيكِ الموشق
ورحنا كأناً من جؤاثي عشية ٌ
نعالي النعاجَ بين عدلٍ ومشنق
ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا
تصوبُ فيه العين طوراً ونرتقي
وَأصْبَحَ زُهْلُولاً يُزِلُّ غُلامَنَا
كَقِدحِ النَّضيّ باليَدَينِ المُفَوَّقِ
كأن دماء الهدايات بنحرهِ
عُصَارَة ُ حِنّاءٍ بِشَيْبٍ مُفَرَّقِ
***
شعر كليب التغلبي الوائلي
دَعانِي داعِيا مُضَـرٍ جَميعـاً
وَأَنفُسُهُـم تَدانَـت لاِختِـلاقِ
فَكانَت دَعوَةً جَمَعَـت نِـزاراً
وَلَمَّت شَعثَهـا بعـدَ الفِـراقِ
أَجَبنا داعي مُضَـرٍ وَسِرنـا
إِلى الأَملاكِ بِالقُـبِّ العِتـاقِ
عَلَيها كُلُّ أَبيَضَ مِـن نِـزارٍ
يُساقي المَوتَ كَرهاً مَن يُساقي
أَمامَهُمُ عُقابُ المَوتِ يَهـوي
هَوِيَّ الدَلوِ أَسلَمَها العَراقـي
فَأَردَينا المُلوكَ بِكُـلِّ عَضـبٍ
وَطارَ هَزيمُهُم حَـذَرَ اللَحـاقِ
كَأَنَّهُمُ النَعـامُ غَـداةَ خافـوا
بِذي السُلّانِ قارِعَـةَ التَلاقـي
فَكَـم مَلِـكٍ أَذَقنـاهُ المَنايـا
وَآخَرَ قَد جَلَبنا فِـي الوِثـاقِ
***
إِذا كانَـت قَرابَتُكُـم عَلَينـا
مُقَوَّمَـةً أَعِنَّتُـهـا إِلَيـنـا
فَأَنتُم يا بَني أَسَدَ بنِ بَكـرِ
تُريدونَ الطِعانَ فَمَن يَقينـا
وَأَنتُم يا بَني أَسَـدٍ عِمـادٌ
لِهَذا المَعشَـرِ المُتَعَصِّبِينـا
نَعَيتُ إِلَيهِم وَصَرَختُ فيهِـم
فَجاؤوا بِالحَرائِـمِ أَجمَعينـا
بَني أَسَدٍ يُريـدونَ المَنايـا
عَشيرَتُكُم وَأَنتُـم تَمكُرونـا
وَحَلّوا يا بَني أَسَـدٍ عَلَيكُـم
وَجاؤوا لِلوَغى مُستَصحِبينا
وَصِرتُم يا بَني أَسَدٍ وَأَنتُـم
لإِخوَتِكُـم هُبِلتُـم خائِنينـا
إِذا كَثُرَت قَرابَتُكُـم عَلَينـا
بِأَحلاسِ الحَديـدِ مُلَبَّسينـا
مَسيرُكُمُ وَأَنتُـم
كِلابُكُـمُ عَلَـيَّ يُعَسعِسونـا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
أُقيلَـت بَيعَـةُ المُتَبايِعينـا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
إِذا خُضنا الوَغى لا تَحمِلونا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
أَراكَ العِزُّ رَهطَكَ مُستَهينـا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
كَفى شَـرّاً فَمـاذا تَفعَلونـا
أَلَم تَترُك رَبيعَـةَ لا تَقُدهـا
تَزيدُهُـمُ المَذَلَّـةَ وَالمَنونـا
تَكونُ هَدِيَّـةً لِجَميـعِ طَـيٍّ
وَكُنتُم بِالسَلامَـةِ رائِحينـا
عَلى شَأنِ اللُكَيزِ وَشانِ لَيلى
أَرَدتُم أَن تَكونـوا خاذِلينـا
بَني أَسَدٍ أَراكُم مِن هَواكُـم
تُريدونَ القَطيعَـةَ جاهِلينـا
بَني أَسَدٍ أَرَدتُّـم آلَ عَمّـي
قَطيعَتَنـا وَكُنتُـم واصِلينـا
بِني أَسَـدٍ تَحُثُّكُـمُ لُيـوثٌ
وَأَنتُم فِي اللِقـا مُتَخَلِّفونـا
عَذلُ العَواذِلِ المتنبي
عَذلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ
وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ
يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّهُ
وَيَصُدُّ حينَ يَلُمنَ عَن بُرَحائِهِ
وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي
أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ
إِن كانَ قَد مَلَكَ القُلوبَ فَإِنَّهُ
مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ
الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن
قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ
أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ
مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ
مَضَتِ الدُهورُ وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ
وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نُظَرائِهِ
***
اوس بن حجر
طُلْسُ العِشَاءِ إذا ما جَنّ لَيلُهُمُ
طُلْسُ العِشَاءِ إذا ما جَنّ لَيلُهُمُ
بالمندياتِ إلى جاراتهِمْ دُلُفُ
والفارسيّة ُ فيهِمْ غيرُ منكرة ٍ
فَكُلّهُمْ لأبِيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُ
نيكوا فكيهة َ وامشوا حول قبّتها
مشيَ الزَّرافة ِ في آباطها الخجفُ
لولا بنو مالكٍ والإلُّ مرقبة ٌ
ومالكٌ فيهِمُ الآلاءُ والشّرفُ
أم دَلّكمْ بعضُ مَن يرْتاد مَشتَمَتي
بِأيِّ أكْلَة ِ لَحمٍ تُؤْكَلُ الكَتِفُ
***
إذا ناقَة ٌ شُدّتْ بِرَحْلٍ وَنُمْرُقٍ
إلى حكم بعدي فضلّ صلالُها
كَأنّ بِهِ إذْ جِئْته خَيْبَرِيّة ً
يَعُودُ عَلَيْهِ وِرْدُهَا وَمُلالها
كأنّي حلوتُ الشِّعرَ حينَ مدحتُهُ
صفا صخرة ٍ صمَّاءَ يبسٍ بلالُها
ألا تقبلُ المعروفَ منّا تعاورَت
مَنولَة ُ أسْيافاً عَلَيْكَ ظِلالُها
هممتَ بخيرٍ ثم قصّرتَ دونهُ
كما ناءَتِ الرَّجزاءَ شُدَّ عقالُها
منعتْ قليلاً نفعُهُ وحرمتني
قليلاً فهبها بيعة ً لا تقالُها
تلقّيتني يومَ النُّجيرِ بمنطقٍ
تَرَوَّحُ أرْطى سُعْدَ منْهُ وَضالُها
***
نُبئتُ أنَّ دماً حراماً نلتَهُ
فَهُريقَ في ثَوْبٍ عَلَيْكَ مُحَبَّرِ
نُبئتُ أنَّ بني سُحيمٍ أدخلوا
أبياتَهُمُ تامورض نفسِ المنذرِ
فلَبِئسَ ما كَسَبَ ابنُ عمرٍو رَهطَهُ
شمرٌ وكانَ بمسمعِ وبمنظرِ
زَعَمَ ابْنُ سُلْمِيٍّ مُرَارَة ُ أنّهُ
مولى السَّواقطِ دون آلِ المنذرِ
مَنَعَ اليَمامَة َ حَزْنَها وَسُهُولَهَا
منْ كلِّ ذي تاجٍ كريمِ المفخرِ
إنْ كان ظَنّي في ابنِ هِندٍ صادقاً
لمْ يحقنوها في السِّقاءِ الأوفرِ
حَتّى يَلُفَّ نَخيلَهمْ وزُروعَهمْ
لهبٌ كناصية ِ الحصان الأشقرِ
***
ألم تُكسَفِ الشمسُ وَالبدْرُ وَالْـ
ـكَوَاكِبُ للْجَبَلِ الْوَاجِبِ
لفقدِ فضالَة َ لا تستوي الــ
ـفُقودُ ولا خلّة ُ الذّاهبِ
ألَهْفاً على حُسْنِ أخْلاقِهِ
عَلى الجَابِرِ العَظْمِ وَالحارِبِ
عَلى الأرْوَعِ السَّقْبِ لَوْ أنّهُ
يقومُ عَلى ذِرْوَة ِ الصّاقِبِ
لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى
كَمَتْنِ النبيّ منَ الكَاثِبِ
ورقبتهِ حتَماتِ الملُو
كِ بينَ السُّرادقِ والحاجبِ
ويكفي المقالة َ أهلَ الرّجا
لِ غَيْرَ مَعِيبٍ ولا عَائِبِ
ويحبو الخليلَ بخيرِ الحبا
ءِ غَيْرَ مُكِبٍّ وَلا قَاطِبِ
برأس النّجيبة ِ والعبدِ والــ
ـوليدَة ِ كالجُؤذُرِ الكاعبِ
وبالأُدْمِ تُحْدَى عليها الرِّحا
لُ وبالشّولِ في الفلقِ العاشبِ
فمنْ يكُ ذا نائلٍ يسعَ منْ
فضالة َ في أثرٍ لاحبِ
نجيحٌ مليحٌ أخو مأقطٍ
نِقابٌ يُحَدِّثُ بالْغائِبِ
فأبرحتْ في كلّ خيرٍ فما
يُعَاشِرُ سَعْيَكَ مِنْ طالِبِ
***
صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ
وَفَاتَتْكَ بِالرَّهْنِ المُرَامِقِ زَينَبُ
وغيرَها عنْ وصلها الشيبُ إنهُ
شَفيعٌ إلى بِيضِ الخُدورِ مُدَرّبُ
فَلَمّا أتى حِزّانَ عَرْدَة َ دُونَهَا
ومِنْ ظَلَمٍ دون الظَّهيرَة ِ مَنْكِبُ
تَضَمّنَها وارْتَدّتِ العَيْنُ دونَهَا
طريقُ الجواءِ المستنيرُ فمذهبُ
وصبّحنَا عارٌ طويلٌ بناؤهُ
نسبُّ بهِ ما لاحَ في الأفقِ كوكبُ
فلمْ أرَ يوماً كانَ أكثرَ باكياً
ووجهاً تُرى فيهِ الكآبة ُ تجنبُ
أصَابُوا البَرُوكَ وابنَ حابِس عَنْوَة ٌ
فَظَلّ لَهُمْ بالْقاعِ يوْمٌ عَصَبصَبُ
وإنّ أبَا الصّهْبَاءِ في حَوْمة ِ الوَغَى
إذا ازورّت الأبطالُ ليثٌ محرّبُ
ومثلَ ابنِ غنمِ إنْ ذحولٌ تذكرتْ
وقَتْلى تَياسٍ عَنْ صَلاحٍ تُعَرِّبُ
وَقَتْلى بِجَنْب القُرْنَتَيْنِ كَأنّهَا
نسورٌ سقاهَا بالدّماءِ مقشّبُ
حلفتُ بربِّ الدّامياتِ نحورُها
وما ضمّ أجمادُ اللُّبينِ وكبكبُ
أقُولُ بِما صَبّتْ عَليّ غَمامتي
وجهدي في حبلِ العشيرة ِ أحطبُ
أقولُ فأمّا المنكراتِ فأتّقِي
وأمّا الشّذا عنّي المُلِمَّ فَأشْذِبُ
بَكيْتم على الصُّلحِ الدُّماجِ ومنكمُ
بِذي الرِّمْثِ من وادي تَبالة َ مِقْنَبُ
فَأحْلَلْتُمُ الشَّرْبَ الذي كان آمِناً
محلاً وخيماً عُوذُهُ لا تحلّبُ
إذا مَا عُلوا قالوا أبونَا وأُمُّنَا
وليس لهم عالينَ أمّ ولا أبُ
فتحدرُكُمْ عبسٌ إلينَا وعامرٌ
وترفعُنا بكرٌ إليكم وتغلبُ
***
يا راكِباً إمّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
يَزيدَ بنَ عبْدِ الله ما أنا قَائلُ
بِآية ِ أنّي لَمْ أخُنْكَ وَأنّهُ
سوَى الحقّ مهما ينطِق الناس باطلُ
فقوْمُكَ لا تجهَلْ عليْهمْ وَلا تكنْ
لَهُمْ هَرِشاً تَغْتابُهُمْ وتُقاتِلُ
وَما ينهَضُ البازي بِغيرِ جَنَاحِهِ
ولا يحملُ الماشينَ إلاّ الحواملُ
وَلا سَابِقٌ إلاّ بِساقٍ سَلِيمة ٍ
ولا باطشٌ ما لمْ تُعنْهُ الأناملُ
إذا أنتْ لم تُعرِض عن الجهلِ والخنا
أصبتَ حليماً أو أصابكَ جاهلُ
***
صَحَا قَلْبُهُ عن سُكْرِهِ فَتَأمَّلا
وكانَ بذكرَى أمِّ عمرٍو موكَّلا
وكانَ لهُ الحَينُ المُتاحُ حمولة ً
وكلُّ امرىء ٍ رهنٌ بما قد تحمّلا
ألا أَعْتِبُ ابْنَ العَمِّ إن كانَ ظالماً
وأغْفِرُ عنهُ الجهلَ إن كان أجْهَلا
وإنْ قال لي ماذا ترَى يَسْتشيرُني
يجِدْني ابنَ عمٍّ مِخلَطَ الأمرِ مِزْيَلا
أُقيمُ بِدارِ الحَزْمِ مَا دامَ حَزْمُها
وأحرِ إذا حالَتْ بأنْ أتحوَّلا
وَأسْتَبْدِلُ الأمْرَ القَوِيَّ بِغَيْرِهِ
إذا عَقْدُ مأفونِ الرِّجالِ تَحَلَّلا
وإنّي امْرُؤٌ أعْدَدْتُ للحرْبِ بَعدما
رأيتُ لها ناباً من الشرِّ أعصَلا
أصَمَّ رُدَيْنِيّاً كَأنّ كُعوبَهُ
نوَى القسبِ عرّاصاً مزجّاً منصَّلا
عَلَيْهِ كمِصْباحِ العَزيزِ يَشُبّهُ
لِفِصْحٍ وَيَحشوه الذبالَ المُفَتَّلا
وَأمْلَسَ صُولِيّاً كَنِهْيِ قَرَارَة ٍ
أحسّ بقاعٍ نفحَ ريحٍ فأجفلا
كأنّ قرُونَ الشمسِ عند ارْتفاعِهَا
وَقدْ صَادَفَتْ طَلْقاً منَ النَّجم أعزَلا
تَرَدّدَ فِيه ضَوْؤهَا وَشُعَاعُهَا
فأحسنْ وأزينْ بامرىء ٍ أن تسربلا
وَأبْيَضَ هِنْدِيّاً كَأنّ غِرَارَهُ
تَلألُؤُ بَرْقٍ في حَبِيٍّ تكلّلا
إذا سُلّ منْ جفنٍ تأكّلَ أثرُهُ
على مثلِ مصحلة ِ اللُّجين تأكُّلا
كأنَّ مدبَّ النّملِ يتبعُ الرُّبى
ومدرجَ ذرٍّ خافَ برداً فأسهلا
ومبضوعة ً منْ رأسِ فرعٍ شظيّة ً
بطودٍ تراهُ بالسَّحابِ مجلَّلا
على ظَهْرِ صَفْوَانٍ كأنّ مُتُونَهُ
عُلِلْنَ بِدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزلا
يُطيفُ بها راعٍ يُجَشِّمُ نَفْسَهُ
لِيُكلِىء َ فِيهَا طرْفَهُ مُتَأملا
فلاقَى امرأً من مَيْدَعانَ وَأسمحتْ
قرونتُه باليأسِ منها فعجَّلا
فقالَ لهُ هلْ تذكرنَّ مخبِّراً
يَدُلّ على غُنْمٍ وَيُقصِرُ مُعْمِلا
عَلى خَيْرِ ما أبصرْتَها منْ بِضَاعَة ٍ
لِمُلْتَمِسٍ بَيْعاً بِهَا أوْ تَبَكُّلا
فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامخِ الرّأس لم تكن
لتبلغَهُ حتّى تكلَّ وتعملا
فأبصرَ ألهاباً منَ الطودِ دونَها
ترَى بينَ رَأسَيْ كلِّ نِيقَيْن مَهبِلا
فأشرطَ فيهَا نفسَهُ وهوَ معصمٌ
وَألْقَى بِأسْبابٍ لَهُ وَتَوَكّلا
وَقَدْ أكَلَتْ أظفارَهُ الصّخْرُ كلما
تعايا عليهِ طولُ مرقَى توصَّلا
فما زالَ حتّى نالَها وهوَ معصمٌ
عَلى مَوْطِنٍ لَوْ زَلّ عَنْهُ تَفَصَّلا
فأقبلَ لا يرجو التي صعدَت بهِ
ولا نفسَهُ إلا رجاءً مؤمَّلا
فلمّا نجا من ذلك الكربِ لمْ يزَلْ
يُمَظِّعُها مَاءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا
فَأنْحى عَلَيْها ذاتَ حَدٍّ دَعَا لهَا
رَفيقاً بِأخْذٍ بالمَداوِسِ صَيْقَلا
على فَخِذَيْهِ من بُرَاية ِ عُودِهَا
شبيهُ سفى البُهمى إذا ما تفتَّلا
فجرّدَها صَفْرَاءَ لا الطّولُ عابَها
ولا قصرٌ أزرَى بها فتعطّلا
كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مَلئِها
ولا عَجْسُها عن موضعِ الكفِّ أفضَلا
إذا مَا تَعاطَوْهَا سمِعْتَ لِصَوْتِها
إذا أنبضُوا عنْهَا نئيماً وأزمَلا
وإن شدّ فيها النَّزعُ أدبرَ سهمُها
إلى مُنتهى ً منْ عجسِها ثمّ أقبَلا
فَلَمّا قَضَى مِمّا يُريدُ قَضَاءَهُ
وَصَلّبَها حِرْصاً عَلَيْهَا فَأطْوَلا
وَحَشْوَ جَفِيرٍ من فُرُوعٍ غَرائبٍ
تنطَّعَ فيها صانعٌ وتنبَّلا
تخيِّرْنَ أنضاءً وركّبنَ أنْصُلاً
كجمرِ الغضَا في يومِ ريحٍ تزيَّلا
فلمّا قضَى في الصُّنعِ منهنّ فهْمَهُ
فلمْ يبقَ إلاّ أن تُسنّ وتُصقَلا
كساهُنّ من ريشٍ يمانٍ ظواهراً
سُخاماً لُؤاماً لَيّنَ المسِّ أطْحَلا
يخُرْنَ إذا أُنفزِنَ في سقاطِ الندى
وإنْ كان يوْماً ذا أهاضِيبَ مُخْضِلا
خُوَارَ المَطافِيلِ المُلمَّعَة ِ الشَّوَى
وأطلائها صادفْنَِ عرنانَ مبقِلا
فذاكَ عَتادي في الحروب إذا التظتْ
وَأرْدَفَ بأسٌ مِن حُرُوبٍ وأعْجلا
وذلكَ منْ جمعي وباللهِ نلتُهُ
وإنْ تلقَني الأعداء لا ألقَ أعزلا
وَقوْمي خِيارٌ مِنْ أُسَيّدَ شِجْعَة ٌ
كرامٌ إذا ما الموتُ خبّ وهرُولا
ترَى النَّاشىء َ المجهولَ منّا كسيّدٍ
تبحبحَ في أعراضهِ وتأثّلا
وقد علموا أنْ من يُردْ ذاك منهمُ
مِن الأمرِ يرْكَبْ من عِنانيَ مِسحَلا
فإنّي رَأيْتُ النّاسَ إلاّ أقلَّهُمْ
خِفافَ العُهودِ يُكثِرُونَ التنقّلا
بَني أُمِّ ذي المالِ الكثيرِ يَرَوْنَهُ
وإن كان عبداً سيّدَ الأمرِ جحفَلا
وهُمْ لمقلّ المالِ أولادُ علّة ٍ
وإنْ كان محْضاً في العُمومة ِ مُخْوَلا
وَلَيْسَ أخوكَ الدائمُ العَهْدِ بالذي
يذمُّك إنْ ولّى ويُرضيكَ مقبلا
وَلكنه النّائي ما دمتَ آمِناً
وصاحبُك الأدنى إذا الأمرُ أعضَلا
***
هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ
أم بيتُ دومَة َ بعد الإِلفِ مهجورُ
أمْ هلْ كبيرٌ بكَى لم يقضِ عبرتهُ
إثرَ الأحبّة ِ يومَ البينِ معذورُ
لكنء بفرتاجِ فالخلصاءِ أنتَ بهِا
فَحَنْبَلٍ فَلِوَى سَرّاءَ مَسْرُورُ
وبِالأُنَيْعِمِ يوْماً قدْ تَحِلّ بِهِ
لَدى خَزَازَ ومِنْها منْظَرٌ كِيرُ
قدْ قلتُ للرّكبِ لولا أنّهم عجلوا
عُوجوا عليّ فحيّوا الحيَّ أو سيروا
قَلّتْ لحاجَة ِ نفْسٍ ليْلة ٌ عرَضَتْ
ثم اقصِدوا بعدها في السيرِ أو جوروا
غُرٌّ غَرَائرُ أبْكارٌ نَشَأنَ مَعاً
حسنُ الخلائقِ عمّا يُتّقى نورُ
لبسنَ رَيطاً وديباجاً وأكسية ٍ
شَتّى بِها اللّوْنُ إلا أنّها فُورُ
ليس الحديثُ بِنُهْبى يَنْتَهِبْنَ وَلا
سِرٌّ يُحَدّثْنَهُ في الحيّ مَنْشُورُ
وقدْ تُلافي بيَ الحاجاتِ ناجية ٌ
وَجْنَاءُ لاحِقَة ُ الرّجْلَيْنِ عيْسورُ
تُساقِطُ المَشْيَ أفْنَاناً إذا غَضِبَتْ
إذا ألحّتْ عَلى رُكْبانِهَا الكُورُ
حرفٌ أخَوهَا أبوها منْ مهجّنة ٍ
وعمُّها خالها وجناءُ مئشيرُ
وَقد ثوَتْ نِصْفَ حوْلٍ أشهُراً جُدُداً
يسفي علَى رحلِها بالحيرة ِ المورُ
وَقَارَفَتْ وَهْيَ لم تَجْرَبْ وَباعَ لها
منَ الفصافصِ بالنُّمِّيِّ سفسيرُ
أبقى التهجُّرُ منها بعدَ كدنتِها
مِنَ المَحَالة ِ ما يَشْغى بهِ الكُورُ
تُلقي الجرانَ وتقلو لي إذا بركَتْ
كما تيسَّرَ للنّفرِ المهَا النّورُ
كَأنَّ هِرّاً جَنِيباً تحْتَ غُرْضَتِها
واصْطَكّ ديكٌ برِجْلَيْها وخِنزيرُ
كأنَّها ذو وشومٍ بينَ مأفقة ٍ
والقُطْقُطانَة ِ والبُرْعومِ مَذْعورُ
أحسّ ركزَ قنيصٍ من بني أسدٍ
فانصاعَ منثوياً والخطوُ مقصورُ
يسعى بغضفٍ كأمثال الحصَى زمِعاً
كأنّ أحناكَها السُّفلى مآشيرُ
حَتّى أُشِبّ لهُنّ الثّوْرُ من كَثَبٍ
فَأرْسَلوهُنّ لم يدْرُوا بِما ثِيرُوا
وَلّى مُجِدّاً وَأزْمَعْنَ اللَّحاقَ بهِ
كأنهنَّ بجنبيهِ الزّنابيرُ
حتّى إذا قلتُ نالتهُ أوائلُهَا
ولوْ يشاءُ لنجّتهُ المثابيرُ
كرَّ عليها ولمْ يفشلْ يهارشُهَا
كأنَّه بتواليهنّ مسرورُ
فشكّها بذليقٍ حدُّهُ سلبٌ
كَأنّهُ حينَ يَعْلوهُنَّ مَوْتورُ
ثمّ استمرَّ يباري ظلَّهُ جذلاً
كأنَّهُ مرزبانٌ فازَ محبورُ
يالَ تميمٍ وَذُو قارٍ لَهُ حَدَبٌ
منَ الرّبيعِ وفي شعبانَ مسجورُ
قدْ حَلأتْ نَاقَتي بُرْدٌ وَرَاكِبَها
عَنْ ماءِ بَصْوَة َ يومَاً وهْوَ مَجْهورُ
فما تناءَى بهَا المعروفُ إذ نفرَتْ
حتى تضمّنها الأفدانُ والدّورُ
قومٌ لئامٌ وفي أعناقهمْ عُنُفٌ
وسعيُهُمْ دونّ سعي الناسِ مبهورُ
وَيْلُ امِّهمْ مَعْشَراً جُمّاً بيوتُهمُ
كَأنّ أعْيُنَهُمْ من بُغْضِهمْ عورُ
نَكّبْتُها ماءهم لمّا رَأيْتهُمُ
ضهبَ السِّبالِ بأيديهمْ بيازيرُ
مخلَّفونَ ويقضي الناسُ أمرهُمُ
غُسُّ الأمانَة ِ صُنْبورٌ فَصُنبورُ
لَوْلا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ
لنالَهُمْ جحفلٌ تشقى به العُورُ
لَوْلا الهُمامُ لقد خفّتْ نَعَامَتُهُمْ
وَقالَ راكِبُهُمْ في عُصْبة ٍ سيروا
يعلُونَ بالقلعِ البصريِّ هامهُمُ
ويُخرجُ الفسوَ منْ تحت الدَّقاريرُ
تَنَاهَقُونَ إذا اخْضَرّتْ نِعالُكُمُ
وفي الحَفِيظَة ِ أبْرامٌ مَضَاجير
أجلتْ مرمَّأة ُ الأخبارِ إذ ولدَتْ
عنْ يومِ سوءٍ لعبد القيسِ مذكورُ
إنّ الرّحيلَ إلى قَوْمٍ وإن بَعُدُوا
أمْسَوا ومن دونِهم ثَهلانُ فَالنّيرُ
تُلْقَى الأوزُّونَ في أكنافِ دارَتِها
تَمْشي وبينَ يَديْها التِّبنُ مَنْثُورُ
***
حَلَّتْ تُمَاضِرُ بَعْدَنَا رَبَبا
فالغمرَ فالمرّينِ فالشُّعبَا
حَلّتْ شَآمِيَة ً وَحَلَّ قَساً
أهْلي فَكَانَ طِلابُهَا نَصَبَا
لحقَتْ بأرضِ المنكرينَ ولمْ
تمكنْ لحاجة ِ عاشقٍ طلبَا
شَبّهْتُ آياتٍ بَقِينَ لَهَا
في الأوَّلِينَ زَخارِفاً قُشُبَا
تَمْشي بِهَا رُبْدُ النّعامِ كمَا
تَمْشي إمَاءٌ سُرْبِلَتْ جُبَبَا
ولَقَدْ أرُوغُ على الخلِيلِ إذا
خانَ الخلِيلُ الوَصْلَ أوْ كذَبا
بِجُلالَة ٍ سَرْحِ النَّجاءِ إذا
آلُ الجفاجفِ حولَها اضطربَا
وَكَسَتْ لَوَامِعُهُ جَوَانِبَهَا
قُصصاً وكانَ لأكمِها سببَا
خلَطَتْ إذا ما السّيرُ جَدّ بها
مَعْ لِينِها بِمِرَاحِها غَضَبَا
وكأنَّ أقتادي رميتُ بهَا
بَعْدَ الكَلالِ مُلَمّعاً شَبَبَا
منْ وحشِ أنبطَ باتَ منكرساً
حَرِجاً يُعالِجُ مُظلِماً صَخِباَ
لَهَقاً كأنّ سَرَاتَهُ كُسِيَتْ
خرزاً نقَا لمْ يعدُ أنْ قشُبَا
حتى أتيحَ لهُ أخُو قنصٍ
شهمٌ يُطرّ ضوارياً كشُبَا
يُنْحي الدّماءَ عَلى تَرَائِبِهَا
والقدَّ معقوداً ومنقضِبَا
فذأونَهُ شرفاً وكُنّ لهُ
حَتّى تُفَاضِلَ بَيْنَهَا جَلَبَا
حتى إذا الكلابُ قالَ لهَا
كاليومِ مطلوباً ولا طلبَا
ذكر القِتالَ لها فراجعَها
عن نفسِه ونفوسَها ندبَا
فنَحا بشرّتِهِ لسابقِها
حتى إذا ما روقُهُ اختضبَا
كرهَتْ ضواريهَا اللّحاقَ بِه
متباعداً منْها ومقتربَا
وانقَضّ كَالدِّرِّيء يَتْبَعُهُ
نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالُهُ طُنُبَا
يخفَى وأحياناً يلوحُ كمَا
رفعَ المنيرُ بكفهِ لهبَا
أبَني لُبَيْنى لمْ أجِدْ أحَداً
في النّاسِ ألأمَ مِنكُمُ حَسَبَا
وأحقَّ أنْ يرمى بداهية ٍ
إنَّ الدّواهي تطلُعُ الحدبَا
وإذا تُسوئلَ عنْ محاتدكُمْ
لمْ تُوجدوا رأساً ولا ذنبَا
***
عَدَدتَ رِجالاَ من قُعَين تَفَجُّساً
فما ابْنُ لُبَيْنى والتفجّسُ والفَخرُ
شَأتكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وَسَمِينُهَا
وأنْتَ السّهُ السفْلى إذا دُعيتْ نصْرُ
وَعَيّرْتَنَا تَمرَ العِرَاقِ وبُرَّهُ
وَزَادُكَ أيْرُ الكلبِ شَوّطَهُ الجَمْرُ
مَعازيلُ حَلاّلونَ بالغَيْبِ وَحدَهم
بعمياءَ حتى يُسألوا الغدَ ما الأمرُ
فَلَوْ كُنْتُمْ من اللّيالي لَكُنْتُمُ
كَلَيْلَة ِ سِرٍّ لا هِلالٌ ولا بَدْرٌ
فدعها وسلِّ الهمَّ عنكَ بجسرة ٍ
عليها من الحَوْلِ الذي قد مضى كَتْرُ
***
شعر ابو طالب
أرِقْتَ وقد تصوَّبتِ النجومُ
وبتَّ وما تُسالمُكَ الهُمومُ
لظلمِ عَشيرة ٍ ظَلموا وعَقُّوا
وغِبُّ عقوقِهم كلأٌ وخِيمُ
همو اَنْتَهكوا المحارمَ من أخيهِمْ
وليسَ لهُمْ بغيرِ أخٍ حَريمُ
إلى الرحمنِ والكرمِ استَذَمُّوا
وكلُّ فَعالِهم دَنِسٌ ذَميمُ
بَنو تَيمٍ تُؤازرُهاهُصَيصٌ
ومخزومٌ لها منّا قَسيمُ
فلا تَنْهى غُواة َ بني هُصَيصٍ
بَنو تَيمٍ وكلُّهمو عَديمُ
ومخزومٌ أقلُّ القَومِ حِلْماً
إذا طاشَتْ من الورَهِ الحُلومُ
أطاعوا ابنَ المُغيرة ِ وابن حرْبٍ
كلا الرَّجُلينِ مُتَّهِمٌ مُليمُ
وقالوا خُطَّة ً جَوْراً وحُمْقاً
وبعضُ القَولِ أبلجُ مُستَقيم
لَنُخْرِجُ هاشماً فيصيرُ منها
بلاقعَ بَطنُ زمزَمَ والحَطيمُ
فمهلاً قَومَنا لا تَرْكبونا
بِمَظْلَمة ٍ لها أمرٌ عَظيمُ
فيندَمَ بعضُكُم ويذلَّ بعضٌ
وليسَ بمُفْلحٍ أبداً ظَلومُ
فلا والرَّاقصاتِ بكلِّ خَرْقٍ
إلى مَعْمورِ مكَّة َ لا نَريمُ
طَوالَ الدَّهرِ حتَّى تقتلونا
ونَقْتُلَكُمْ وتلتقيَ الخصوم
ويُصرعَ حولَهُ منَّا رجالٌ
وتَمنعَهُ الخُؤولة ُ والعُمومُ
ويَعْلمَ معشَرٌ ظَلموا وعَقُّوا
بأنهموهُمُ الخدُّ اللَّطيمُ
أرادوا قتلَ أحمدَ ظالموهُ
***
وإنَّ امرأً أبو عُتيبة َ عَمُّهُ
لَفِي رَوضَة ٍ ما إنْ يُسامُ المَظَالما
أقولُ له، وأينَ منهُ نَصيحَتي:
أبا معتبٍ ثَبِّتْ سَوادَكَ قائما
فلا تَقْبَلنَّ الدَّهرَ ما عِشْتَ خُطَّة ً
تُسَبُّ بها إمَّا هَبَطْتَ المَواسِما
ووَلِّ سَبيلَ العجزِ غَيْركَ مِنْهُمو
فإنك لم تُخْلَقْ على العجز لازما
وحارِبْ فإنَّ الحربَ نِصْفٌ، ولن ترى
أَخا الحرب يُعطي الخَسْفَ حتَّى يُسالِما
وكيفَ ولم يَجْنوا عليكَ عَظيمة ً
ولم يَخْذُلوكَ غانماً أو مُغارِما؟
جَزَى الله عنَّا عبدَ شمسٍ ونَوْفلاً
وتَيْماً ومَخْزوماً عُقوقاً ومَأثَما
بتَفريقِهم مِن بَعْدِ وُدٍّ وأُلفَة ٍ
جَماعَتَنا كَيْما يَنَالوا المَحارِما
كذبْتُم وبيتِ اللهِ نُبْزَى محمداً
ولمَّا تَروا يَوماً لدى الشِّعبِ قائما
***
ألا أَبْلغا عنِّي لؤيًّا رسالة ً
بحقٍّ ، وما تُغْني رسالة ُ مُرسِلِ
بني عمِّنا الأدْنَينَ تَيماً نَخُصُّهم
وإخوانَنا من عبدِ شمسٍ ونَوْفلِ
أَظاهَرْتُموا قَوماً علينا أظِنَّة ً
وأمْرَ غَويٍّ مِن غُواة ٍ وَجُهَّلِ؟
يقولون: إنّا إنْ قَتَلنا محمَّداً
أَقَرَّتْ نَواصي هاشمٍ بالتَّذلُّلِ
كذَبْتُم وبيتِ اللهِ يُثلمُ رُكنُهُ
ومكَّة َ والإشعارِ في كلِّ مَعمَلِ
وبالحجِّ أو بالنِّيبِ تَدمى نحورُها
بمدماهُ والرُّكنِ العتيقِ المقبَّلِ
تَنالونَه أو تَعطفوا دونَ نَيلِه
صَوارِمُ تَفْري كلَّ عَظمٍ ومِفصلِ
وتَدعوا بأرحامٍ وأنتُم ظَلَمتموا
مصاليتَ في يومٍ أغرَّ مُحجَّلِ
فَمهلاً ولمَّا تَنْتَجِ الحربُ بِكرَها
يبينُ تِمامٌ أو تأخُّرُ مُعجَلِ
فإنّا مَتى ما نَمْرِها بسيوفنا
نُجَالحْ فنَعرُكْ مَن نَشاءُ بكلْكَلِ
وتَلْقَوْا ربيعَ الأبَطحينِ محمَّدا
على رَبْوة ٍ في رأسِ عَيْطاءَ عَيْطَلِ
وتأوي إليهِ هاشمٌ إنَّ هاشماً
عَرانينُ كعْبٍ آخراً بعدَ أوَّلِ
فإنْ كُنْتُمو تَرْجُونَ قتلَ محمَّدٍ
فَرُوموا بما جَمَّعتُمُ نَقْل يَذْبُلِ
فإنَّا سَنَحْميهِ بكلِّ طمرَّة ٍ
وذي مَيْعة ٍ نَهْدِ المَراكلِ هَيكلِ
وكُلِّ رُدَينيٍّ ظِماءٍ كُعوبُهُ
وعَضْبٍ كإيماض الغَمامة ِ مِقصَلِ
وكُلِّ جَرورِ الذَّيلِ زَغْفٍ مُفاضة ٍ
دِلاصِ كَهَزْهازِ الغَديرِ المُسَلْسَلِ
بأيمانِ شُمٍّ مِن ذوائبِ هاشمٍ
مَغاويلُ بالأخطار في كلِّ مَحْفلِ
هُمو سادة ُ الساداتِ في كلِّ مَوطنٍ
وخِيرة ُ ربِّ الناسِ في كُلِّ مُعضلِ
***
حتَّى مَتى نحنُ على فَتْرة ٍ
يا هاشمٌ والقومُ في جَحفَلِ
يَدْعونَ بالخَيلِ لَدى رَقْبة ٍ
منّا لدَى الخَوفِ وفي مَعزِلِ
كالرّجلة ِ السَّوداءِ تَغلو بها
سَرَعانُها في سَبْسَبٍ مَجْهَلِ
عليهِمُ التَّرْكُ على رَعْلة ٍ
مثلَ القطا القاربِ للمَنْهلِ
يا قَومُ ذُودوا عن جَماهيرِكُم
بكلِّ مِقصالٍ على مُسْبِلِ
حَديدِ خَمْسٍ لَهْزٌ حدُّهُ
مآرثُ الأفضَلِ للأفضلِ
عريضِ سِتٍّ لَهَبٌ حُضرُهُ
يُصانُ بالتَّذْليقِ في مِجْدَلِ
فكَمْ شَهِدتُ الحربَ في فِتية ٍ
عندَ الوغى في عِثْيَرِ القَسْطلِ
لا مُتَنحِّينَ إذا جئتَهُمْ
وفي هِياجِ الحربِ كالأشْبُلِ
***
خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ
بِصَغْواءَ في حقٍّ ولا عندَ باطلِ
خليليَّ إنَّ الرأيَ ليسَ بِشِركة ٍ
ولا نَهْنَهٍ عندَ الأمورِ البَلابلِ
ولمّا رأيتُ القومَ لا وُدَّ عندَهُمْ
وقد قَطَعوا كلَّ العُرى والوَسائلِ
وقد صارحونا بالعداوة ِ والأذى
وقد طاوَعوا أمرَ العدوِّ المُزايلِ
وقد حالَفُوا قوما علينا أظِنَّة ً
يعضُّون غيظا خَلفَنا بالأناملِ
صَبرتُ لهُمْ نَفسي بسمراءَ سَمحة ٍ
وأبيضَ عَضْبٍ من تُراث المقاوِلِ
وأحْضَرتُ عندَ البيتِ رَهْطي وإخوتي
وأمسكتُ من أثوابهِ بالوَصائلِ
قياما معا مستقبلين رِتاجَهُ
لدَى حيثُ يَقضي نُسْكَهُ كلُّ نافلِ
وحيثُ يُنِيخُ الأشعرونَ ركابَهُم
بِمَفْضَى السُّيولِ من أسافٍ ونائلِ
مُوسَّمَة َ الأعضادِ أو قَصَراتِها
مُخيَّسة ً بين السَّديس وبازِلِ
تَرى الوَدْعَ فيها والرُّخامَ وزينة ً
بأعناقِها معقودة ً كالعثاكلِ
أعوذُ بربِّ النَّاسِ من كلِّ طاعِنٍ
عَلينا بسوءٍ أو مُلِحٍّ بباطلِ
ومِن كاشحٍ يَسْعى لنا بمعيبة ٍ
ومِن مُلحِقٍ في الدِّين ما لم نُحاولِ
وثَوْرٍ ومَن أرسى ثَبيراً مَكانَه
وعَيْرٍ ، وراقٍ في حِراءٍ ونازلِ
وبالبيتِ رُكنِ البيتِ من بطنِ مكَّة ٍ
وباللَّهِ إنَّ اللهَ ليس بغافلِ
وبالحَجَرِ المُسْودِّ إذ يَمْسَحونَهُ
إذا اكْتَنَفوهُ بالضُّحى والأصائلِ
ومَوطِىء إبراهيمَ في الصَخرِ رَطَبة َ
على قَدميهِ حافياً غيرَ ناعلِ
وأَشواطِ بَينَ المَرْوَتَينِ إلى الصَّفا
وما فيهما من صورة ٍ وتَماثِلِ
ومن حجَّ بيتَ اللَّهِ من كلِّ راكبٍ
ومِن كلِّ ذي نَذْرٍ ومِن كلِّ راجلِ
وبالمَشْعَرِ الأقصى إذا عَمدوا لهُ
إلالٍ إلى مَفْضَى الشِّراج القوابلِ
وتَوْقافِهم فوقَ الجبالِ عشيَّة ً
يُقيمون بالأيدي صُدورَ الرَّواحِلِ
وليلة ِ جَمعٍ والمنازلُ مِن مِنى ً
وما فَوقَها من حُرمة ٍ ومَنازلِ
وجَمعٍ إذا ما المَقْرُباتُ أجزْنَهُ
سِراعاً كما يَفْزَعْنَ مِن وقعِ وابِلِ
وبالجَمْرَة ِ الكُبرى إذا صَمدوا لها
يَؤمُّونَ قَذْفاً رأسَها بالجنادلِ
وكِنْدَة ُ إذْ هُم بالحِصابِ عَشِيَّة ً
تُجيزُ بهمْ حِجاجَ بكرِ بنِ وائلِ
حَليفانِ شَدَّا عِقْدَ ما اجْتَمعا لهُ
وردَّا عَليهِ عاطفاتِ الوسائلِ
وحَطْمُهمُ سُمْرَ الرِّماحِ معَ الظُّبا
وإنفاذُهُم ما يَتَّقي كلُّ نابلِ
ومَشئْيُهم حولَ البِسالِ وسَرْحُهُ
وشِبْرِقُهُ وَخْدَ النَّعامِ الجَوافلِ
فهل فوقَ هذا مِن مَعاذٍ لعائذٍ
وهَل من مُعيذٍ يَتَّقي اللَّهَ عادِلِ؟
يُطاعُ بنا الأعدا وودُّا لو أنَّنا
تُسَدُّ بنا أبوابُ تُركٍ وكابُلِ
كذَبْتُمْ وبيتِ اللَّهِ نَتْركَ مكَّة ً
ونظعَنَ إلاَّ أمرُكُم في بَلابلِ
كَذَبْتُم وبيتِ اللَّهِ نُبَزى محمدا
ولمّا نُطاعِنُ دونَهُ ونُناضِلِ
ونُسْلِمَه حتى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ
ونَذْهُلَ عن أبنائِنا والحَلائلِ
وينهضَ قَومٌ في الحديدِ إليكُمُ
نُهوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتِ الصَّلاصِل
وحتَّى يُرى ذو الضِّغْنِ يركبُ رَدْعَهُ
منَ الطَّعنِ فِعلَ الأنكَبِ المُتَحامِل
وإنِّي لعَمرُ اللَّهِ إنْ جَدَّ ما أرى
لَتَلْتَبِسَنْ أَسيافُنا بالأماثلِ
بكفِّ امرئٍ مثلِ الشِّهابِ سَمَيْدَع
أخي ثِقَة ٍ حامي الحقيقة ِ باسلِ
شُهورا وأيّاما وحَولاً مُجرَّما
عَلينا وتأتي حِجَّة ٌ بعدَ قابلِ
وما تَرْكُ قَومٍ ، لاأبالك ، سَيِّدا
يَحوطُ الذِّمارَ غَيرَ ذَرْب مُواكلِ؟
وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجههِ
ثِمالُ اليتامى عِصْمة ٌ للأراملِ
يلوذُ به الهُلاّكُ من آلِ هاشمٍ
فهُم عندَهُ في نِعمة ٍ وفَواضلِ
لعَمري لقد أجرى أُسَيْدٌ ورهطُهُ
إلى بُعضِنا وجزَّآنا لآكلِ
جزَتْ رحِمٌ عنَّا أُسَيداً وخالداً
جزاءَ مُسيءٍ لا يُؤخَّرُ عاجِلِ
وعثمانُ لم يَرْبَعْ عَلينا وقُنْفُذٌ
ولكنْ أطاعا أمرَ تلك القبائلِ
أطاعا أُبيّا وابنَ عبدِ يَغوثِهم
ولم يَرْقُبا فينا مقالَة َ قائلِ
كما قَد لَقِينا من سُبَيعٍ ونَوفَلٍ
وكلُّ تَوَلَّى مُعرضاً لم يُجاملِ
فإن يُلْقَيا أو يُمكنَ اللهُ منهما
نَكِلْ لهُما صاعاً بكَيْلِ المُكايلِ
وذاكَ أبو عمرٍو أبى غيرَ بُغضِنا
لِيَظْعَننا في أهلِ شاءٍ وجاملِ
يُناجَى بنا في كلِّ مَمْسى ً ومُصْبِحٍ
فناجِ أبا عَمْرٍو بنا ثمَّ خاتِلِ
ويُقْسِمُنا باللهِ ما أن يَغُشَّنا
بلى قد نراهُ جَهرة ً غيرَ حائلِ
أضاقَ عليهِ بُغْضَنا كلَّ تَلْعة ٍ
منَ الأرض بينَ أخشُبٍ فمَجادلِ
وسائلْ أبا الوليدِ: ماذا حَبَوْتَنا
بسَعْيِكَ فينا مُعْرِضا كالمُخاتِلِ؟
وكنتَ امرأً ممَّنْ يُعاشُ برأيهِ
ورحمتُه فينا ولستَ بجاهلِ
أَعُتْبة ُ، لا تَسمعْ بنا قولَ كاشِحٍ
حَسودٍ كذوبٍ مُبغِضٍ ذي دَغاوُلِ
وقد خِفْتُ إنْ لم تَزْجُرَنْهُمْ وتَرْعَووا
تُلاقي ونَلْقَى منك إحْدَى البَلابلِ
ومَرَّ أبو سُفيانَ عنِّيَ مُعْرضا
كما مَرَّ قَيْلٌ مِن عِظامِ المَقاوِلِ
يَفرُّ إلى نَجدٍ وبَرْدِ مياههِ
ويَزْعمُ أنِّي لستُ عنكُم بغافلِ
وأَعلمُ أنْ لا غافلٌ عن مَساءَة ٍ
كفاك العدوُّ عندَ حقٍّ وباطلِ
فميلوا عَلينا كُّلكُمْ؛ إنَّ مَيْلَكُمْ
سَواءٌ علينا والرياحُ بهاطلِ
يخبِّرُنا فِعلَ المُناصِح أنَّهُ
شَفيقٌ ويُخفي عارماتِ الدَّواخلِ
أمُطعِمُ لم أخذُلْكَ في يومِ نجدة ٍ
ولا عندَ تلك المُعْظماتِ الجِلائلِ
ولا يومِ خَصمٍ إذْ أتَوْكَ ألدَّة ٍ
أُولي جَدَلٍ من الخُصومِ المُساجِلِ
أمطعمٌ إنَّ القومَ ساموك خَطَّة ً
وإنَّي متى أُوكَلْ فلستُ بوائلِ
جَزى اللهُ عنّا عبدَ شَمسٍ ونَوفلاً
عُقوبة َ شَرٍّ عاجلاً غيرَ آجِلِ
بميزانِ قِسْطٍ لا يَغيضُ شَعيرة ً
له شاهدٌ مِن نفسهِ حقُّ عادلِ
لقد سَفَهتْ أحلامُ قَومٍ تبدَّلوا
بَني خَلَفٍ قَيضا بنا والغَياطلِ
ونحنُ الصَّميمُ مِن ذُؤابة ِ هاشمٍ
وآلِ قُصَيٍّ في الخُطوبِ الأوائلِ
وكانَ لنا حوضُ السِّقاية ِ فيهمِ
ونحنُ الذُّرى منُهمْ وفوقَ الكواهلِ
فما أدركوا ذَخْلاً ولا سَفكوا دَماً
ولا حَالفوا إلاَّ شِرارَ القبائلِ
بَني أمَّة ٍ مجنونة ٍ هِنْدَكيَّة ٍ
بَني جُمَحٍ عُبَيدَ قَيسِ بنِ عاقلِ
وسهمٌ ومخزومٌ تَمالَوا وألَّبُوا
عَلينا العِدا من كلِّ طِمْلٍ وخاملِ
وشائظُ كانت في لؤيِّ بنِ غالبٍ
نفاهُمْ إلينا كلُّ صَقْر حُلاحِل
ورَهْطُ نُفَيلٍ شرُّ مَن وَطىء َ الحصى
وأَلأَمُ حافٍ من معدٍّ وناعلِ
أعبدَ منافٍ أنْتُمو خيرُ قَومِكُمْ
فلا تُشْرِكوا في أمرِكم كلَّ واغلِ
فقد خِفتُ إنْ لم يُصْلحِ اللهُ أمْرَكُمْ
تكونوا كما كانَتْ أحاديثُ وائلِ
لَعَمري لقَدْ أُوْهِنْتُمو وعَجزتُموْ
وجِئتُمْ بأمرٍ مُخطىء ٍ للمَفاصلِ
وكُنْتُمْ قَديماً حَطْبَ قِدْرٍ فأنتمو
أَلانَ حِطابُ أقدُرٍ ومَراجِلِ
لِيهْنئْ بَني عبدِ منافٍ عُقوقُها
وخَذْلانُها، وتَرْكُنا في المعاقلِ
فإنْ يكُ قَومٌ سرَّهُمْ ما صَنَعْتُمو
ستحتلبوها لاقحاً غيرَ باهلِ
فبلِّغْ قُصَيّا أنْ سَيُنْشَرُ أمرُنا
وبَشِّرْ قُصيًّا بعدَنا بالتَّخاذُلِ
ولو طَرقتْ ليلاً قُصيّاً عَظيمة ٌ
إذا ما لجأنا دونَهُم في المداخلِ
ولو صُدقوا ضَرباً خلالَ بُيوتِهم
لكنَّا أُسى ً عندَ النَّساءِ المَطافلِ
فإنْ تكُ كعبٌ من لؤيٍّ تجمَّعتْ
فلا بُدَّ يوما مرَّة ً مِنْ تَزايُلِ
وإنْ تَكُ كعبٌ من كعوبٍ كثيرة ٍ
فلا بدَّ يوما أنَّها في مَجاهِلِ
وكلُّ صديقٍ وابنُ أختٍ نَعُدُّهُ
وجدْنا لعَمري غِبَّهُ غيرَ طائلِ
سِوى أنَّ رَهْطاً مِن كلابِ بنِ مُرَّة ٍ
بَراءٌ إلينا من معقَّة ِ خاذلِ
بَني أسَدٍ لا تُطرِفُنَّ على القَذى
إذا لم يقلْ بالحقِّ مِقْوَلُ قائلِ
فنعْمَ ابنُ أختِ القَومِ غيرَ مُكذَّبٍ
زُهيرٌ حُساما مُفردا مِن حَمائلِ
أَشَمُّ منَ الشُّمِّ البهاليلِ يَنْتَمي
إلى حَسبٍ في حَوْمة ِ المَجْدِ فاضلِ
لعَمري لقد كَلِفْتُ وَجْدا بأحمدٍ
وإخوتهِ دأبَ المحبِّ المُواصِلِ
أقيمُ على نصرِ النبيِّ محمدٍ
أقاتلُ عنهُ بالقَنا والقنابلِ
فلا زالَ في الدُّنيا جَمالاً لأهلِها
وزَينا لم ولاَّهُ رَبُّ المشاكِلِ
فمَنْ مثلُهُ في النَّاسِ أيُّ مؤمَّلٍ
إذا قاسَه الحكَّامُ عندَ التَّفاضُلِ
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غيرُ طائشٍ
يُوالي إلها ليسَ عنهُ بغافلِ
فأيَّدَه ربُّ العبّادِ بنصرهِ
وأظهرَ دَينا حقُّه غيرُ ناصلِ
فو اللهِ لولا أن أَجيءَ بسُبَّة ٍ
تَجُرُّ على أشياخنا في المَحافلِ
لكنَّا اتَّبعْناهُ على كلِّ حالة ٍ
منَ الدَّهرِ جِدا غيرَ قَولِ التَّهازُلِ
لقد عَلموا أنَّ ابْنَنا لا مُكذَّبٌ
لَدَيهم ولا يُعْنى َ بقَوْلِ الأباطلِ
رجالٌ كِرامٌ غيرُ مِيلٍ نَماهُمو
إلى الغُرِّ آباءٌ كرامُ المَخاصلِ
دَفَعناهُمو حتَّى تَبدَّدَ جَمعُهُمْ
وحسَّرَ عنّا كلُّ باغٍ وجاهلِ
شَبابٌ منَ المُطَيَّبين وهاشمٍ
كبيضِ السُّيوفِ بينَ أيدي الصَّياقلِ
بِضَربٍ تَرى الفتيانَ فيهِ كأنَّهُم
ضَواري أسودٍ فوقَ لحمٍ خَرادلِ
ولكنَّنا نسلٌ كرامٌ لسادة ٍ
بهم نَعْتلي الأقوامَ عندَ التَّطاوُلِ
سَيَعْلمُ أهلُ الضِّغْنِ أيِّي وأيُّهُمْ
يفوزُ ويعلو في ليالٍ قلائلِ
وأيُّهُمو منِّي ومنْهُم بسيفهِ
يُلاقي إذا ما حانَ وقتُ التَّنازُلِ
ومَنْ ذا يمَلُّ الحربَ مني ومِنْهمو
ويحمدُ في الاڑفاقِ مِن قَولِ قائلِ؟
فأصبحَ فينا أحمدٌ في أُرومة ٍ
تُقصِّرُ عنها سَورة ُ المُتَطاوِلِ
كأنَّي به فوقَ الجيادِ يقودُها
إلى معشرٍ زاغوا إلى كلِّ باطلِ
وجُدْتُ نفسي دونَهُ وحَمَيتُهُ
ودافَعْتُ عنه بالطُّلى والكلاكلِ
ولا شَكَّ أنَّ اللهَ رافعُ أمرِهِ
ومُعليهِ في الدُّنيا ويومَ التَّجادُلِ
***
من شعر امرؤ القيس
حي الحمولَ بجانب العزلِ
إذ لا يلائمُ شكلها شكلي
ماذا يشكّ عليك من ظغن
إلا صباكَ وقلة ُ العقلِ
مَنّيْتِنا بِغَدٍ، وَبَعْدَ غَدٍ،
حتى بخلت كأسوإ البخل
يا رُبَّ غانِيَة ٍ صَرَمْتُ حِبالَها
ومشيتُ متئداً على رسلي
لا أستقيدُ لمن دعا لصباً
قَسْراً، وَلا أُصْطادُ بِالخَتْلِ
وتنوفة ٍ حرداءَ مهلكة ٍ
جاورتها بنجائبٍ فتلِ
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها،
وَأبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلى رَحْلِ
مُتَوَسِّداً عَضْباً، مَضَارِبُهُ،
في متنهِ كمدبة ِ النمل
يُدْعى صَقِيلاً، وَهْوَ لَيْسَ لَهُ
عهدٌ بتمويه ولا صقل
عفتِ الديارُ فما بها أهلي
وَلَوتْ شَمُوسُ بَشاشَة َ البَذْلِ
نَظَرَتْ إلَيْكَ بَعَيْنِ جازِئَة ٍ،
حَوْرَاءَ، حانِيَة ٍ على طِفْلِ
فلها مقلدُها ومقتلها
ولها عليهِ سرواة ُ الفضل
أقْبَلْتُ مُقْتَصِداً، وَرَاجَعَني
حلمي وسدد للتقى فعلي
وَالله أنْجَحُ ما طَلَبْتُ بِهِ،
والبرّ خير حقيبة ِ الرحل
وَمِنَ الطّرِيقَة ِ جائِرٌ، وَهُدًى
قصدُ السبيل ومنه ذو دخل
إني لأصرمُ من يصارمني
وأجد وصلَ من ابتغى وصلي
وَأخِي إخاءٍ، ذِي مُحافَظَة ٍ،
سهل الخليقة ِ ماجدِ الأصل
حلوٍ إذا ما جئتُ قال ألا
في الرحبِ أنتَ ومنزل السهل
نازعتهُ كأس الصبوحِ ولم
أجهل مجدة َ عذرة الرجلِ
إني بحبلك واصلٌ حبلي
وَبِرِيش نَبْلِكَ رَائِشٌ نَبْلي
ما لَمْ أجِدْكَ على هُدَى أثَرٍ،
يَقْرُو مَقَصَّكَ قائِفٌ، قَبْلي
وَشَمائِلي ما قَدْ عَلِمْتَ، وَما
نَبَحَتْ كِلابُكَ طارِقاً مِثْلي
***
أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
فتقصر عنها خطوة َ وتبوصُ
وكم دونها من مهمة ومفازة ٍ
وكم أرضٍ جدب دونها ولصوص
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْماً بجَنْبِ عُنَيزَة ٍ
وَقَد حانَ مِنها رِحلَة ٌ فَقُلُوصُ
بأسود ملتف الغدائر واردٍ
وذي أشر تشوقه وتشوصُ
مَنَابِتُهُ مِثْلُ السُّدوسِ وَلَوْنُهُ
كشوكِ السيال فهو عذب يفيص
فهل تسلين الهم عنك شملة ٌ
مُدَاخِلَة ً صُمُّ العِظَامِ أَصُوصُ
تَظَاهَرَ فِيهَا النِّيُّ لا هيَ بَكْرَة ٌ
وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الزِّمامِ قَمُوصُ
أووب نعوبٌ لا يواكل نهزُها
إذا قيلَ سيرُ المدجلينَ نصيصُ
كأني ورحلي والقراب ونمرقي
إذا شبّ للمرو الصغار وبيصُ
عَلى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ وَلِعِرْسِهِ
بمُنعَرَجِ الوَعساءِ بَيضٌ رَصِيصُ
إذا رَاحَ لِلأُدْحيّ أوْباً يَفُنُّهَا
تُحَاذِرُ منْ إدْرَاكِهِ وَتَحيصُ
أذَلِكَ أمْ جَوْنٌ يُطَارِدُ آتُناً
حَمَلنَ فأرْبى حَملِهِنّ دُرُوصُ
طوَاهُ اضْطِمارُ الشَّدّ فالبَطنُ شازِبٌ
معالى إلى المتنين فهو خميص
بحاجبه كدح من الضرب جالب
وحاركهُ من الكدامِ حصيصُ
كَأنّ سَرَاتَهُ وَجُدّة َ ظَهْرِهِ
كنائنُ يرجي بينهنَ دليصُ
ويأكلن من قوّ لعاعاً وربة
تجبر بعد الأكل فهو نميص
تُطِيرُ عِفَاءً مِنْ نَسِيلٍ كَأنّهُ
سُدُوسٌ أطَارَتهُ الرّيَاحُ وَخُوصُ
تَصَيّفَهَا حَتى إذا لمْ يَسُغْ لهَا
حَليُّ بأعْلى حَائِلٍ وَقَصيصُ
تغالبن في الجزء لولا هواجرٌ
جَنَادِبُهَا صَرْعَى لهُنّ قَصِيصُ
أرن عليها قارباً وانتحت له
طُوالَة ُ أرْساغِ اليَدَيْنِ نَحوصُ
فأوردها من آخر الليل مشرباً
بلائق خضرا ماؤهنّ قليص
فَيَشْرَبْن أنفاساً، وَهُنَّ خَوَائِفٌ،
وَتَرْعَدُ مِنْهُنَّ الكُلى والفَريصُ
فأصْدَرَها تَعْلو النِّجادَ، عَشِيَّة ً،
أقَبُّ، كَمِقْلاءِ الوليدِ، شَخِيصُ
فجحش على أدبارهن مخلف
وَجَحْشٌ، لَدى مَكَرِّهِنَّ، وَقيصُ
وَأصْدَرَها بادي النّواجِذِ، قارِحٌ،
اقب كسكر الأندريّ محيص
***
سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر
وحلتْ سليمي بطن قو فعرعرا
كِنَانِيّة ٌ بَانَتْ وَفي الصَّدرِ وُدُّهَا
وَرِيحَ سَناً في حُقّة حِمْيَرِيّة ٍ
بعَيْنيَّ ظَعْنُ الحَيّ لمّا تَحَمّلُوا
لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرَا
فشَبّهتُهُم في الآل لمّا تَكَمّشُوا
حدائق دوم أو سفيناً مقيرا
أوِ المُكْرَاعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ
دوينَ الصفا اللائي يلينَ المشقرا
سوامقَ جبار أثيثٍ فروعه
وعالين قنواناً من البسر أحمرا
حمتهُ بنوا الربداء من آل يامن
بأسيافهم حتى أقر وأوقرا
وأرضى بني الربداءِ واعتمَّ زهوهُ
وأكمامُهُ حتى إذا ما تهصرا
أطَافَتْ بهِ جَيْلانُ عِنْدَ قِطَاعِهِ
تَرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَحَيّرَا
كأن دمى شغف على ظهر مرمر
كسا مزبد الساجوم وشياً مصورا
غَرَائِرُ في كِنٍّ وَصَوْنٍ وَنِعْمَة ٍ
يحلينَ يا قوتاً وشذراً مفقرا
وريح سناً في حقه حميرية
تُخَصّ بمَفرُوكٍ منَ المِسكِ أذْفَرَا
وباناً وألوياً من الهند داكياً
وَرَنْداً وَلُبْنى وَالكِبَاءَ المُقَتَّرَا
غلقن برهن من حبيب به ادعت
سليمى فأمسى حبلها قد تبترا
وَكانَ لهَا في سَالِفِ الدّهرِ خُلّة ٌ
يُسَارِقُ بالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا
إذا نَالَ مِنْها نَظَرَة ً رِيعَ قَلْبُهُ
كما ذرعت كأس الصبوح المخمر
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ قَذَفاته
تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا
أأسماءُ أمسى ودُها قد تغيرا
سَنُبدِلُ إنْ أبدَلتِ بالوُدِّ آخَرَا
تَذَكّرْتُ أهْلي الصّالحينَ وَقد أتَتْ
على خملى خوصُ الركابِ وأوجرا
فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ في الآلِ دونها
نظرتَ فلم تنظر بعينيك منظرا
تقطع أسبابُ اللبانة ِ والهوى
عَشِيّة َ جَاوَزْنَا حَمَاة ً وَشَيْزَرَا
بسير يضجّ العودُ منه يمنه
أخوا لجهدِ لا يلوى على من تعذّرا
ولَم يُنْسِني ما قَدْ لَقِيتُ ظَعَائِناً
وخملا لها كالقرّ يوماً مخدراً
كأثل من الأعراض من دون بيشة
وَدونِ الغُمَيرِ عامِدَاتٍ لِغَضْوَرَا
فدَعْ ذا وَسَلِّ الهمِّ عنكَ بجَسْرَة ٍ
ذَمُولٍ إذا صَامَ النَّهارُ وَهَجّرَا
تُقَطَّعُ غِيطَاناً كَأنّ مُتُونَهَا
إذا أظهرت تُكسي ملاءً منشرا
بَعِيدَة ُ بَينَ المَنْكِبَينِ كَأنّمَا
ترى عند مجرى الظفر هراً مشجراً
تُطاير ظرَّانَ الحصى بمناسم
صِلابِ العُجى مَلثومُها غيرُ أمعَرَا
كأنّ الحَصَى مِنْ خَلفِهَا وَأمامِهَا
إذا نجَلَته رِحلُها حَذْفُ أعسَرَا
كَأنّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ تُشِذُّهُ
صليل زيوفٍ ينقدنَ بعبقرا
عليها فتى لم تحملِ الأرضُ مثله
أبر بميثاق وأوفى وأصيرا
هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ من جَوّ ناعِطٍ
بَني أسَدٍ حَزْناً من الأرضِ أوْعرَا
وَلوْ شاءَ كانَ الغزْوُ من أرض حِميَرٍ
ولكنه عمداً إلى الروم أنفرا
بَكى صَاحِبي لمّا رأى الدَّرْبَ دُونه
وأيقنَ أنا لاحقانِ بقصيرا
فَقُلتُ لَهُ: لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنّمَا
نحاوِلُ مُلْكاً أوْ نُموتَ فَنُعْذَرَا
وإني زعيمٌ إن رجعتُ مملكاً
بسيرٍ ترى منه الفرانقَ أزورا
على لاحبٍ لا يهتدي بمنارهِ
إذا سافه العودُ النباطي جرجرا
على كل مقصوص الذنابي معاوِد
بريد السرى بالليل من خيلِ بربرا
أقَبَّ كسِرْحان الغَضَا مُتَمَطِّرٍ
ترى الماءَ من أعطافهِ قد تحدرا
إذا زُعته من جانبيه كليهما
مشي الهيدبى في دفه ثم فرفرا
إذا قُلْتُ رَوِّحْنَا أرَنّ فُرَانِقٌ
على جعلدٍ واهي الاباجل أبترا
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها
وجَوّاً فَرَوَّى نَخْلَ قيْسِ بْن شَمَّرَا
نَشيمُ بُرُوقَ المُزْنِ أينَ مَصَابُهُ
ولا شيء يشفي منك يا ابنة َ عفزرا
من القاصراتِ الطرف لو دب محولٍ
وَلا مِثْلَ يَوْمٍ في قَذَارَانَ ظَلْتُهُ
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم
قريبٌ ولا البسباسة ُ ابنة يشكرا
أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا
بُكَاءً على عَمرٍو وَمَا كان أصْبَرَا
إذا نحن سرنا خمسَ عشرة ليلة
وراء الحساءِ من مدافع قيصرا
إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ
وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا
كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِباً
مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا
وَكُنّا أُناساً قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ
وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا
وما جبنت خيلي ولكن تذكرتْ
مرابطها في بربعيصَ وميسرا
ألا ربّ يوم صالح قد شهدتهُ
بتَاذِفَ ذاتِ التَّلِّ من فَوْق طَرْطرَا
ولا مثلَ يوم فق قُدار ان ظللتهُ
كأني وأصحابي على قرنِ أعفرا
ونشرُب حتى نحسب الخيل حولنا
نِقَاداً وَحتى نحسِبَ الجَونَ أشقَرَا
***
ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
وَحدِّثْ حديثَ الركبِ إن شئتَ وَاصْدقِ
وَحدِّثْ بأنْ زَالَتْ بلَيْلٍ حُمولُهمْ
كنَحلٍ من الأعرَاض غيرِ مُنَبِّقِ
جَعَلنَ حَوَايَا وَاقْتَعَدنَ قَعَائِداً
وخففنَ من حوك العراقِ المنمقِ
وَفَوْقَ الحَوَايَا غِزْلَة ٌ وَجَآذِرٌ
تضَمّخنَ من مِسكٍ ذكيّ وَزَنبَقِ
فأتبعهم طرفي وقد حال دونهم
غورابُ رملٍ ذي آلاءٍ وشبرق
على إثر حيّ عامدين لنية ٍ
فحلوا العقيق أو ثنية مطرِق
فعَزّيتُ نَفسي حِينَ بَانُوَا بجَسْرَة ٍ
أمونٍ كبنيان اليهودي خيفقِ
إذا زُجِرَتْ ألفَيْتُهَا مُشْمَعِلّة ً
تنيفُ بعذقٍ من غروس ابن معنق
تَرُوحُ إذا رَاحَتْ رَوَاحَ جَهَامَة ٍ
بإثْرِ جَهَامٍ رَائِحٍ مُتَفَرِّقِ
كَأنّ بهَا هِرّاً جَنِيباً تَجُرُّهُ
بكل طريق صادفته ومأزقِ
كأني ورحلي والقرابَ ونمرقي
على يرفئي ذي زوائدَ نقنق
تروح من أرضٍ لأرض نطية ٍ
لذِكرَة ِ قَيضٍ حوْلَ بَيضٍ مُفلَّقِ
يجول بآفاقِ البلاد مغرباً
وتسحقه ريح الصبا كل مسحقِ
وَبَيتٍ يَفُوحِ المِسْكُ في حَجَرَاتِهِ
بعيدٍ من الآفات غير مروق
دَخَلتُ على بَيضَاءَ جُمٍّ عِظَامُهَا
تعفي بذيل الدرع إذا جئتُ مودقي
وَقَد رَكَدَتْ وَسْطَ السماءِ نجومُهَا
ركودَ نوادي الربربِ المتورق
وَقد أغتدي قبلَ العُطاسِ بِهَيْكَلٍ
شديدِ مَشَكّ الجنبِ فعَمِ المُنَطِّقِ
بعثنا ربيئاً قبل ذاك محملاً
كذِئبِ الغَضَا يمشي الضَّراءَ وَيتّقي
فَظَلَّ كمِثلِ الخشْفِ يَرْفَعُ رَأسَهُ
وَسَائِرُهُ مِثلُ التُّرَابِ المُدَقِّقِ
وجاء خفيفاً يسفنُ الأرض ببطنه
ترى التربَ منه لاصقاً كل ملصقِ
وقال ألا هذا صوارٌ وعانة ٌ
وَخَيطُ نَعَامٍ يَرْتَعي مُتَفَرِّقِ
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نقد
إلى غُصْنِ بَانٍ نَاصِرٍ لم يُحرَّقِ
نُزَاوِلُهُ حَتى حَمَلْنَا غُلامَنَا
عَلى ظَهْرِ سَاطٍ كالصَّليفِ المُعَرَّقِ
كَأنّ غُلامي إذْ عَلا حَالَ مَتْنِهِ
عَلى ظَهْرِ بَازٍ في السّماءِ مُحَلِّقِ
رَأى أرْنَباً فانقَضّ يَهْوِي أمَامَهُ
إلَيْهَا وَجَلاّهَا بِطَرْفٍ مُلَقلَقِ
فقُلتُ لَهُ: صَوِّبْ وَلا تَجْهَدَنّهُ
فيذرك من أعلى القطاة ِ فتنزلق
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجِيدِ الغُلام ذِي القميصِ المُطوَّقِ
وَأدرَكَهُنّ ثَانِياً مِنْ عِنَانِهِ
كغيثِ العشيّ الأقهبِ المتودّق
فصاد لنا عيراً وثوراً وخاضباً
عِدَاءً وَلمْ يَنضَحْ بماءٍ فيعرَقِ
وَظَلّ غُلامي يُضْجِعُ الرُّمحَ حَوْله
لِكُلّ مَهَاة ٍ أوْ لأحْقَبَ سَهْوَقِ
وقام طوال الشخص إذا يخضبونه
قِيَامَ العَزِيزِ الفَارِسيِّ المُنَطَّقِ
فَقُلنَا: ألا قَد كانَ صَيْدٌ لِقَانِصٍ،
فخَبّوا عَلَينا كُلَّ ثَوْبٍ مُزَوَّقِ
وَظَلّ صِحَابي يَشْتَوُون بنَعْمَة ٍ
يصفون غاراً باللكيكِ الموشق
ورحنا كأناً من جؤاثي عشية ٌ
نعالي النعاجَ بين عدلٍ ومشنق
ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا
تصوبُ فيه العين طوراً ونرتقي
وَأصْبَحَ زُهْلُولاً يُزِلُّ غُلامَنَا
كَقِدحِ النَّضيّ باليَدَينِ المُفَوَّقِ
كأن دماء الهدايات بنحرهِ
عُصَارَة ُ حِنّاءٍ بِشَيْبٍ مُفَرَّقِ
***
شعر كليب التغلبي الوائلي
دَعانِي داعِيا مُضَـرٍ جَميعـاً
وَأَنفُسُهُـم تَدانَـت لاِختِـلاقِ
فَكانَت دَعوَةً جَمَعَـت نِـزاراً
وَلَمَّت شَعثَهـا بعـدَ الفِـراقِ
أَجَبنا داعي مُضَـرٍ وَسِرنـا
إِلى الأَملاكِ بِالقُـبِّ العِتـاقِ
عَلَيها كُلُّ أَبيَضَ مِـن نِـزارٍ
يُساقي المَوتَ كَرهاً مَن يُساقي
أَمامَهُمُ عُقابُ المَوتِ يَهـوي
هَوِيَّ الدَلوِ أَسلَمَها العَراقـي
فَأَردَينا المُلوكَ بِكُـلِّ عَضـبٍ
وَطارَ هَزيمُهُم حَـذَرَ اللَحـاقِ
كَأَنَّهُمُ النَعـامُ غَـداةَ خافـوا
بِذي السُلّانِ قارِعَـةَ التَلاقـي
فَكَـم مَلِـكٍ أَذَقنـاهُ المَنايـا
وَآخَرَ قَد جَلَبنا فِـي الوِثـاقِ
***
إِذا كانَـت قَرابَتُكُـم عَلَينـا
مُقَوَّمَـةً أَعِنَّتُـهـا إِلَيـنـا
فَأَنتُم يا بَني أَسَدَ بنِ بَكـرِ
تُريدونَ الطِعانَ فَمَن يَقينـا
وَأَنتُم يا بَني أَسَـدٍ عِمـادٌ
لِهَذا المَعشَـرِ المُتَعَصِّبِينـا
نَعَيتُ إِلَيهِم وَصَرَختُ فيهِـم
فَجاؤوا بِالحَرائِـمِ أَجمَعينـا
بَني أَسَدٍ يُريـدونَ المَنايـا
عَشيرَتُكُم وَأَنتُـم تَمكُرونـا
وَحَلّوا يا بَني أَسَـدٍ عَلَيكُـم
وَجاؤوا لِلوَغى مُستَصحِبينا
وَصِرتُم يا بَني أَسَدٍ وَأَنتُـم
لإِخوَتِكُـم هُبِلتُـم خائِنينـا
إِذا كَثُرَت قَرابَتُكُـم عَلَينـا
بِأَحلاسِ الحَديـدِ مُلَبَّسينـا
مَسيرُكُمُ وَأَنتُـم
كِلابُكُـمُ عَلَـيَّ يُعَسعِسونـا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
أُقيلَـت بَيعَـةُ المُتَبايِعينـا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
إِذا خُضنا الوَغى لا تَحمِلونا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
أَراكَ العِزُّ رَهطَكَ مُستَهينـا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
كَفى شَـرّاً فَمـاذا تَفعَلونـا
أَلَم تَترُك رَبيعَـةَ لا تَقُدهـا
تَزيدُهُـمُ المَذَلَّـةَ وَالمَنونـا
تَكونُ هَدِيَّـةً لِجَميـعِ طَـيٍّ
وَكُنتُم بِالسَلامَـةِ رائِحينـا
عَلى شَأنِ اللُكَيزِ وَشانِ لَيلى
أَرَدتُم أَن تَكونـوا خاذِلينـا
بَني أَسَدٍ أَراكُم مِن هَواكُـم
تُريدونَ القَطيعَـةَ جاهِلينـا
بَني أَسَدٍ أَرَدتُّـم آلَ عَمّـي
قَطيعَتَنـا وَكُنتُـم واصِلينـا
بِني أَسَـدٍ تَحُثُّكُـمُ لُيـوثٌ
وَأَنتُم فِي اللِقـا مُتَخَلِّفونـا
صاحي
مواضيع مماثلة
َ» اجمل شعر غزل فاحش جاهلي
» شعر عشق مميز جدا
» شعر نبطي مميز وراقي
» كلام شكر وثناء مميز
» كلام حلو جديد مميز
» شعر عشق مميز جدا
» شعر نبطي مميز وراقي
» كلام شكر وثناء مميز
» كلام حلو جديد مميز
سراب الوقت
» فوائد المشاط للشعر: سر جمال شعرك الطبيعي
سراب الوقت
» فوائد البكتيريا النافعة: لتعزيز صحة الجسم
سراب الوقت
» فايدة حلمة الرجال: ما تحتاج معرفته
سراب الوقت
» ما هي المؤشرات العالمية؟ تعرف عليها الآن
سراب الوقت
» قصيدة سهلة
سراب الوقت
» أفضل أفلام 2025: قائمة الأعمال المعلنة
سراب الوقت
» العاب مجانية استمتع بأفضل الالعاب المجانية
سراب الوقت
» فوائد المشي واسراره
سراب الوقت
» خواطر حب كلمات تنبض بالمشاعر
سراب الوقت
» ازياء نسائية 2024
سراب الوقت
» كيف أعرف نوع شعري جاف أو دهني
سراب الوقت
» تسريحات حديثة للشعر القصير
سراب الوقت
» قصات شعر للوجة البيضاوي للرجال
سراب الوقت
» قصات شعر حديثة 2025
سراب الوقت
» كيف افتح موضوع مع شخص احبه
سراب الوقت
» حذف حساب سناب نهائيا لارجوع
سراب الوقت
» وصفات بف باستري الحصرية
سراب الوقت
» عبارات حلوة شكر على هدية
سراب الوقت
» اضرار اليانسون
سراب الوقت
» أنواع الألعاب الإلكترونية
سراب الوقت
» فوائد أوميغا 3 للنساء حصري
سراب الوقت
» فوائد الرمان للمرأة
سراب الوقت
» فوائد الكراث السرية
سراب الوقت
» فوائد الحلبة للرجال
سراب الوقت
» كلام من ذهب
سراب الوقت
» رسائل حب صباحية للمتزوجين
سراب الوقت
» صبغات شعر 2024
سراب الوقت
» مدح في خالي خوال العز
سراب الوقت
» اسماء قطط حلوة لمحبين القطط
سراب الوقت
» تعرف على فوائد الشاي الاخضر
سراب الوقت
» التجارة الالكترونية في السعودية
سراب الوقت
» اسهل طريقة لعمل البان كيك الامريكي
سراب الوقت
» طريقة الكيكة الاسفنجية
سراب الوقت
» جميع فوائد التمر
سراب الوقت
» فساتين روعه
الخوي
» رسائل عيد الاضحى مميزة
الخوي
» ربعك لمنك شفتهم صارو احزاب
جبرني الوقت
» اكل التمر وترا
سراب الوقت
» افضل فوائد الخيار للوجه
سراب الوقت
» افضل شامبو جديد للشعر
سراب الوقت
» افضل فوائد الزعفران كاملة
سراب الوقت
» شعر الامام الشافعي عن الدنيا والناس
صاحي
» اسماء بنات كوووول عصرية
سراب الوقت
» اسماء اولاد غريبة عصرية كووول جديدة
سراب الوقت
» افضل فوائد حبة الرشاد
سراب الوقت
» معلومات عن الخسوف وطريقة الصلاة
جبرني الوقت
» اسرار لعبة لودو
صاحي
» معلومات دقيقة عن السياحة في جزر القمر
صاحي
» حكم وامثال بالعربية
سراب الوقت
» اهم فوائد قشر البطيخ كاملة
سراب الوقت
» شعر غزل فاضح
سراب الوقت
» افضل فوائد بذور الشيا كاملة
سراب الوقت
» يَافَاتِنَ العَيْنَيْنِ جِئْتُكَ مُرْهَقَاً
سراب الوقت
» قصيدة نبطية مليئة بالحكم
سراب الوقت
» اسماء الله الحسنى بالصور سبحان الله العظيم
سراب الوقت
» افضل علاج تساقط الشعر
سراب الوقت
» الفرق بين الرعد والبرق سبحان الذي يسبح البرق والرعد
صاحي
» شعر غزل فاحش ملعون جدا
سراب الوقت
» افضل فوائد اليانسون للمرأة
سراب الوقت